خرج، ليل أمس الأربعاء، آلاف المتظاهرين الدنماركيين والسوريين في كل من كوبنهاغن وآرهوس، دعمًا للشعب السوري، وتحديدًا لمدينة حلب. وشارك أعضاء في أحزاب سياسية ومجالس بلدية في المسيرات التي استمرّت حتّى وقتٍ متأخر.
هذا الحراك، الذي تمت الدعوة إليه بشكل سريع، فاجأ وسائل الإعلام المحلية، التي لم تتوقع مثل هذا التجاوب في منتصف الأسبوع، وسط البرد القارس الذي تشهده البلاد. وكانت مجموعات من الشبان السوريين والدنماركيين قد بادرت إلى الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للخروج، مساء أمس، وحمل المشاعل والشموع "لإظهار الدعم للشعب المحاصر في حلب، وتنديدًا بجرائم الحرب التي يقترفها الروس ونظام بشار الأسد".
وكان أحد الأمور اللافتة، هي اللغة القاسية التي اعتمدها الإعلام الدنماركي، إذ وصفت بعض وسائل الإعلام، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بـ"سفاح سورية بمساندة روسيا". وبدا الحضور الشعبي الدنماركي لافتًا كذلك، حيث شارك الأهالي برفقة أطفالهم.
وأمام الحضور الكبير، عبّر أحد الشبان المشاركين عن غضبه بالقول "ما يجري اقترافه من مجازر ومذابح أرادوا ألا نعلم به، لكننا نعلم بكل هذا العار الذي يرتكبه السفاح، الذي لن يكون له مكان في التاريخ، سوى المكان الذي تبوّأه أمثاله".
أما اللاجئ السوري عبد الرحمن فقال "رغم أنني لا أفهم ما يلقى من كلمات؛ إلّا أنّ ما أراه يعتبر أمرًا مفاجئًا لي بشكل كبير. لقد توقعت أن تخرج عواصم العرب لتندد بما نتعرض له من مذابح، لا عواصم الغرب... لكن للأسف نحن نتفرج".
وبدا لافتاً أيضاً، أن مؤيدي نظام الأسد في كوبنهاغن وآرهوس ظنوا بألّا أحد من الدنماركيين سيتجاوب مع الدعوات، ولكن الحضور الكبير بدا مفاجئا، وشمل أيضًا جنسيات أخرى غير دنماركية وعربية، ما يعبّر عن تصاعد الغضب مما يجري في حلب المنكوبة.
وحذّر المشاركون في كلماتهم من أنه "إذا لم يتحرك العالم؛ فإن إدلب ستتعرض لمذبحة روسية أخرى". وذهبت معظم الكلمات التي ألقيت، من السياسيين والناشطين على حدّ سواء، نحو اعتبار "روسيا مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل الجرائم التي ترتكب بحق السوريين".
وشدد المتحدثون الشباب على أن تحركاتهم هذه ستستمر، وأنهم "يخططون للقيام بالأمر ذاته ضد السفارة الروسية في كوبنهاغن". ومن الهتافات التي أطلقها المشاركون باللغة العربية والدنماركية، جرى التنديد، بكل من إيران وروسيا و"حزب الله"، واختتمت التظاهرات المسائية بأهازيج من الشباب والشابات السوريات، مذكرين بالأيام الأولى للثورة السلمية السورية وهم يهتفون ضد النظام، وضد من يشارك في قتل الشعب السوري.