يحملون صور أعزّاء مختفين قسراً، ويسيرون في شوارع مونتفيديو. هي صور بالأبيض والأسود، تظهر هؤلاء المفقودين بملامح كانت لهم قبل زمن بعيد. لولا أسماؤهم ونبذات عنهم باللغة الإسبانيّة، لكان من الممكن أن تعود وجوه هؤلاء إلى لبنانيّين فُقدوا خلال الحرب الأهليّة (1975 - 1990) على سبيل المثال أو إلى أشخاص من جنسيات مختلفة عرفت أوطانهم أحكاماً دكتاتورية واختفوا "بسحر ساحر".
مساء أوّل من أمس في العشرين من مايو/ أيار 2016، وكما هي الحال منذ عشرين عاماً، كانت مسيرة صامتة في مونتفيديو، إحياءً لذكرى المختفين قسراً خلال الحكم العسكري الدكتاتوري في أورغواي (1973 - 1985). هي مسيرة تنظمها جمعية "موخيرِس إي فاميليارِس دي ديتينيدوس ديسابارِسيدوس" (زوجات المعتقلين المفقودين وأقاربهم).
منذ عشرين عاماً، يمشى الأورغواييون مطالبين بجلاء الحقيقة عن الجرائم المرتكبة خلال الحكم الدكتاتوري والكشف عن مصير أكثر من 200 ألف مفقود في تلك الحقبة.
في تقرير للجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري الخاصة بـ "الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري"، جاء: "في الفترة السابقة للحكم الدكتاتوري وإبّان فترة الحكم العسكري الديكتاتوري الأخير، عانى الراشدون والأطفال من ممارسات الاختفاء القسري الشاذة. شهدت أورغواي في تلك الأثناء انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية، كانت الدولة ترتكبها بدوافع سياسية وعقائدية أسفرت في نهاية المطاف عن سجن آلاف الأشخاص وعن ممارسات تعذيب منتظمة في مراكز الاعتقال وعمليات إعدام بدون محاكمة وحالات اختفاء قسري".