شعارات قوية تلك التي هزّت وسط العاصمة المغربية الرباط، زوال اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة دعت إليها فعاليات يسارية وإسلامية لدعم "الحراك" الذي تشهده منطقة الريف، وتحديداً مدينة الحسيمة، شمال المغرب.
وتحت أشعة شمس حارقة، جابت المسيرة السلمية الاحتجاجية، في غياب أي تدخل أمني، شوارع مدينة الرباط، انطلاقاً من باب الأحد ومروراً بشارع محمد الخامس، وصولاً إلى مقر مجلس النواب.
وقدرت اللجنة المنظمة للمسيرة، والمشكلة من نشطاء يساريين وإسلاميين، وتحديداً جماعة العدل والإحسان، عدد المشاركين في المسيرة بزهاء 100 ألف مشارك، بينما أوردت مصادر أمنية أن العدد لا يتجاوز بضعة آلاف.
وصدحت حناجر المحتجين بالعديد من الشعارات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين اللجنة المنظمة للمسيرة الاحتجاجية، المنادية بإطلاق سراح المعتقلين في حراك الريف، وتنمية المنطقة، ورفع ما يسمّى العسكرة عن الإقليم.
وطيلة مسار المسيرة رفع آلاف المحتجين شعارات تطالب بمحاربة الفساد في البلاد، وبضمان العدالة والحرية والكرامة، وتنادي بحياة الجماهير الشعبية، كما دعت إلى حماية الريف من "القمع".
وطالبت جموع المحتجين بصوت واحد السلطات بالكفّ عن "الحكرة"، أي الغبن والظلم، فيما لم يتم تسجيل أي تدخل أمني ضد المتظاهرين، إذ مرت المسيرة بانسيابية من بدايتها إلى نهايتها.
وتخلل المسيرة الاحتجاجية ظهور مطالب فئوية، من قبيل مواطن قدم من مدينة فاس للاحتجاج على إهمال السلطات شكايته ضد مهاجرين أفارقة هاجموا محله وبتروا أصابع يده، فضلاً عن مطالب أسر أطفال مصابين بالسرطان، وقضايا اجتماعية فئوية أخرى.
ودعا إلى المسيرة العديد من النشطاء اليساريين والإسلاميين، خاصة جماعة العدل والإحسان التي شاركت بثقلها في هذه المسيرة الداعمة لحراك الريف، فيما غاب أنصار وأعضاء حزب العدالة والتنمية عن المسيرة.
وقال نشطاء ساهموا في تنظيم المسيرة الحاشدة وسط الرباط إن جميع الفئات شاركت في المسيرة، وليس جماعة العدل والإحسان فقط، وإن الشارع ملك للجميع ولا أحد يملك مفاتيحه، وإن الاحتجاجات ستبقى حتى إطلاق سراح المعتقلين.