مسيرات طلابية تمهيداً لمظاهرات الجمعة في الجزائر

29 أكتوبر 2019
الحراك يواصل رفض تدخل الجيش (العربي الجديد)
+ الخط -
تجدد حراك طلبة الجامعات الجزائرية، اليوم الثلاثاء، في الأسبوع الـ36 من عمر الحراك الطلابي المرافق للحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ 22 فبراير/ شباط الماضي، وخرج الطلبة يدعمهم مواطنون وناشطون للمطالبة بإلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ورفض تدخل الجيش في الشأن السياسي.

وتجمع الطلبة والناشطون في ساحة الشهداء في قلب العاصمة الجزائرية، وانطلقت المسيرات من هناك مرورا بشارع الشهيد العربي بن مهيدي وساحة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، وصولا إلى البريد المركزي، رافعين شعارات تطالب بتطبيق المادتين السابعة والثامنة من الدستور اللتين تنصان على تطبيق السيادة الشعبية.

وجدد المتظاهرون موقف الحراك الرافض لتنظيم انتخابات رئاسية دون تلبية مطالب الحراك الشعبي، وأبرزها استبعاد حكومة نور الدين بدوي. وحمل الطلبة صورا للناشطين الموقوفين في السجون بسبب آرائهم السياسية، وطالبوا بإطلاق سراحهم، وعلى رأسهم المناضل الثوري وأحد قادة ثورة الجزائر لخضر بورقعة.



وقال الطالب في كلية الحقوق عبد العالي لشهب، إن "الطلبة لا يسعدهم الاحتفال بذكرى أول نوفمبر التحررية، فيما يبقى المجاهد لخضر بورقعة في السجن"، مضيفا "كنا نأمل أن يخجل هذا النظام من نفسه وأن يطلق سراح بورقعة وجميع الموقوفين تزامنا والجزائر تحتفل بعيد الثورة التحريرية الموافق للفاتح نوفمبر/ تشرين الثاني من كل سنة".

ونال قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، نصيبه من الهتافات والشعارات المناوئة له، وضد تدخله في الشأن السياسي، وفرض مسار انتخابي على الجزائريين دون أي توافقات وترتيبات جدية تضمن نزاهة الانتخابات. وهتف المتظاهرون "دولة مدنية وليس عسكرية"، و"لا لحكم العسكر وتعبنا من الجنرالات". كما تم ترديد شعارات ترفض إجراء الانتخابات، "والله لن نصوت"، و"لا انتخابات مع العصابات"، مع دعوات للعزوف عن التصويت.

وتوعد المتظاهرون في مسيرات اليوم السلطة بمسيرات مليونية يوم الجمعة المقبل والتي تتزامن مع احتفالات ذكرى ثورة التحرير الجزائرية، ووزعوا مناشير تدعو إلى الخروج يوم الجمعة للضغط على السلطة.

وقال الطالب بكلية العلوم التكنولوجية، ببا الزوار نور الدين دبوز، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "عيد الثورة الجمعة المقبل سيكون فرصة للإصرار على المطالب، خصوصا استقالة حكومة بدوي وإطلاق سراح الموقوفين والنشطاء السياسيين".

ونشرت السلطات قوات الشرطة لمراقبة المظاهرات، وشوهد عدد من مركبات الشرطة مركونة في شوارع هامشية وقرب محطة القطار، وسط العاصمة، لكنه لم يسجل أي احتكاك مع الطلبة، حيث تتجنب الشرطة الصدام مع المتظاهرين، منذ مظاهرات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والتي شهدت اعتداءات عنيفة وقمعا للمظاهرات، خلفت انتقادات حادة ضد الجهاز الأمني.


كذلك خرجت مظاهرات طلابية شارك فيها ناشطون في عدد من المدن كتيزي وزو والبويرة وبجاية ووهران وعنابة، دعما لمطالب الحراك الشعبي والمطالبة خاصة بالإفراج عن الموقوفين، وتأتي مظاهرات الطلاب لمساندة الحراك الشعبي هذه المرة في خضم تصعيد لافت للاحتجاجات في عدة قطاعات حساسة، خاصة بعد إضراب القضاة والمعلمين، وقبل مظاهرات الجمعة المقبل.​

* الصور: (العربي الجديد)
المساهمون