مسيحيو غزة في قلب الحصار... احتفال متواضع بالأعياد

04 يناير 2017
زينة وزيارات عائلية وصلوات(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


لم تمنع ظروف الحصار الإسرائيلي عائلة عبير مسعد من الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. إذ اكتفت بإحياء أعيادها في مدينة غزة، محاولة خلق أجواء من الفرح عبر تزيين شجرة الميلاد وكسو منزلها باللون الأحمر.

وسعت عائلة مسعد وغيرها من العائلات المسيحية في قطاع غزة إلى إحياء أجواء البهجة بالأعياد بعد توقف آمالهم بالسفر إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ومشكلة الحصول على تصاريح من الجانب الإسرائيلي، ما اضطرهم إلى قضاء أعيادهم داخل المدينة المحاصرة.

وتغلبت تلك العائلات على الحصار وأحيت طقوس الأعياد من تزيين البيوت بأشجار الميلاد، والزيارات العائلية وتحضير الغداء الذي تغلب عليه اللحوم، وإقامة الصلوات في الكنائس الموجودة في القطاع، عدا عن بعض الاحتفالات الصغيرة التي يقيمونها مع الأصدقاء.

وتوضح عبير مسعد لـ"العربي الجديد" أن عدم إصدار التصاريح التي تمكن عائلتها من العبور إلى الضفة الغربية حالت دون ذهابهم إلى مدينة بيت لحم، كونها المكان الذي يجذب غالبية المسيحيين خلال أعياد الميلاد، ويُشعرهم بأجواء الفرح والبهجة، لكن الاحتلال الاسرائيلي يرفض إصدارها لغالبيتهم.


السلطات الإسرائيلية تمنعهم من العبور إلى بيت لحم (عبد الحكيم أبو رياش) 



وتبيّن أن السلطات الإسرائيلية تتعمد نوعًا ما عدم السماح لجميع أفراد العائلة الواحدة بالدخول إلى الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقضاء الأعياد هناك، إذ وافقت على تصريح لابنتها البالغة عشر سنوات، في حين رفض تصاريح 6 آخرين من العائلة، ما يعني إرغامهم على قضاء الأعياد داخل غزة.

المشكلة ذاتها عانت منها عائلة أم يوسف، إذ رفضت السلطات الاسرائيلية إصدار التصريح الخاص لها، في حين سمحت لزوجها وابنتها بقضاء الأعياد في بيت لحم، لكن الأخيرين رفضا الذهاب بمفردهما، وفضلا الاحتفال بأعيادهما مع باقي أفراد العائلة في مدينة غزة.

صلوات وطقوس (عبد الحكيم أبو رياش) 


وتضيف لـ"العربي الجديد"، أنها خلقت جوًا خاصًا يجعل العائلة تشعر ببهجة الأعياد، من خلال زيارة الكنائس وجلسات الطعام العائلية تحت الزينة التي علقتها على جدران منزلها، وأخرى على شجرة الميلاد، عدا عن شخصيات بابا نويل، واللون الأحمر الذي يُشعرهم بنوع من الفرح بالأعياد بعد غصّة الممارسات الإسرائيلية.

ويوضح رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة، جمال الخضري، لـ"العربي الجديد" أن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا تفرق بين مسلمين أو مسيحيين، إذ يعمل الاحتلال على فرض الخناق على سكان القطاع، وحرمانهم من السفر لقضاء أعيادهم ومناسباتهم.