مسلحون يهاجمون "الفيلق الخامس" وترقب لعملية عسكرية في درعا

07 مايو 2020
تعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر الفرقة الرابعة (فرانس برس)
+ الخط -
تعيش محافظة درعا جنوبي سورية أجواء ترقّب، مع تواتر الأنباء عن حشود كبيرة تقوم بها قوات النظام لاجتياح بعض مناطق المحافظة، بحجة ضبط الوضع الأمني. فيما أشارت أنباء إلى أن مجهولين هاجموا، صباح اليوم، قوات تتبع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا في درعا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة رتلا عسكريا تابعا للفيلق الخامس، الذي أنشأته روسيا في درعا، حيث جرى الاستهداف في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، مشيرا إلى أن الرتل كان يتجهز لاقتحام بلدة المزيريب.

ويأتي ذلك بينما تعيش المحافظة أجواء استنفار وترقب تخوفا من عمل عسكري، بعد وصول حشود عسكرية لقوات النظام إلى عدة مناطق، حيث استقدمت تلك القوات عشرات الحافلات التي تقلّ جنودا ومحملة برشاشات ثقيلة باتجاه الشيخ مسكين وتل الخضر والشيخ سعد.

كما احتشدت قوات النظام والمسلحون الموالون لها عند تل الخضر المتاخم لمدينة درعا من الجهة الغربية، إضافة إلى تعزيزات وصلت إلى بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، وسط معلومات عن نية قوات النظام اجتياح بلدة المزيريب لإلقاء القبض على القيادي السابق في "الجيش الحر"، والذي قتل 9 عناصر من قوات النظام قبل 3 أيام، حيث كان من المفترض تسليم المطلوب من قبل وجهاء المنطقة بوساطة روسية، إلا أن القيادي لايزال متواريا عن الأنظار حتى الآن.

وقال "تجمّع أحرار حوران" إن تعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر الفرقة الرابعة ومجموعات تابعة لـ"حزب الله" وصلت إلى مدينة إزرع بريف درعا الأوسط قادمة من منطقة اللجاة ومدينة الصنمين، تشمل سيارات دفع رباعي وناقلات جند. فيما يشهد ريف درعا الغربي استنفارًا كبيرًا لقوات النظام التي استقدمت تعزيزات إضافية، وحصّنت حواجزها ومقراتها المنتشرة في ريف درعا الغربي ومحيط مدينة طفس.

وأضاف التجمع أن قوات النظام استقدمت أيضًا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى اللواء 52 بالقرب من مدينة الحراك، قدمت من محافظة السويداء، وشملت آليات وناقلات جند تحمل أعدادا كبيرة من العناصر. كما أعادت تفعيل "كتيبة نامر" الواقعة شرقي بلدة نامر، وعززتها بعناصر مجندين كانوا يخدمون قبل 7 سنوات في اللواء 38 شرق بلدة صيدا، إضافة إلى سيارات تحمل مضادات أرضية.

وتأتي هذه التعزيزات بالتزامن مع تصاعد التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي في الأوساط الموالية للنظام، للقيام بحملة عسكرية في بعض مناطق درعا بغية "التخلص من الإرهاب".




وفي سياق متصل، ذكرت وكالة أنباء "نبأ" المحلية أن اجتماعا عقد في بلدة المزيريب غرب درعا، ضم ممثلين عن اللجان العسكرية في كل من مدينة درعا وبصرى الشام ومنطقة شمال درعا، لبحث التطورات في المنطقة الغربية، واحتمالية شن النظام عملية عسكرية تستهدف المجموعات المسؤولة عن قتل عناصر النظام مؤخراً.

وكان 12 عنصرا من قوات النظام قُتلوا، الاثنين الماضي، في هجومين منفصلين بريف درعا، الأول استهدف مخفرا للشرطة في بلدة المزيريب قُتل فيه تسعة عناصر، والآخر قرب بلدة المليحة الغربية، قتل خلاله ثلاثة آخرون.

من جهته، أعرب الناشط الصحفي سامر المسالمة، في حديث مع "العربي الجديد"، عن خشيته من شن النظام عملية عسكرية جديدة في درعا يذهب ضحيتها المدنيون، منتقدا تصرفات البعض ممن هم محسوبون على المعارضة، والذين يقومون بأفعال طائشة أو غير مبررة، مثل قتل عناصر الشرطة التسعة قبل يومين.

لكن المسالمة رأى أن التحركات العسكرية للمليشيات الإيرانية في الجنوب لها علاقة بالدرجة الأولى بالضربات الإسرائيلية الأخيرة، ومحاولات إعادة التمركز من جانب تلك المليشيات لتفادي هذه الضربات. لكنه لم يستبعد أن يتم استخدام التعزيزات الجديدة لشن عمليات عسكرية محدودة ضد بعض المناطق في درعا.