وبعد استضافة الكويت لمؤتمرين للمانحين خلال العامين الماضيين، بمشاركة 60 دولة، جمع المؤتمر الأول نحو 1.5 مليار دولار، والثاني 2.4 مليار دولار. ومع ذلك لا تزال العديد من الجهات السورية المعارضة، تشكك في الأرقام المُعلنة ضمن المؤتمرات، ومدى التزام الدول المانحة بها بعد المؤتمر.
من جهتها، توضح مديرة "وحدة التنسيق والدعم" في "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، سهير الأتاسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "منذ مؤتمر أصدقاء سورية، الذي عُقد في مدينة مراكش المغربية في ديسمبر/كانون الأول 2012 وحتى اليوم، تتعهّد دول أصدقاء سورية بتقديم مبالغ للشعب السوري، وتعلن عن أرقام كبيرة في وسائل الإعلام. لكن معظم الدول لا تفي بالتزاماتها".
وتضيف الأتاسي، "يُحدث الأمر عينه في المؤتمر السنوي الذي تقيمه الكويت للمانحين في الشأن السوري، فلا تلتزم بعض الدول بتقديم كامل المبالغ التي تعلن عنها في المؤتمر. وهو أمرٌ اشتكتْ منه الكويت، كما اشتكتْ منه الأمم المتحدة ووكالاتها. ولا بدّ من الإشارة إلى أنه في مؤتمر الكويت، تستلم الأمم المتحدة جميع التبرعات، وتقوم بتوزيعها عبر وكالاتها".
وعن المشاركة في المؤتمر الثالث للمانحين في الكويت، تؤكد الأتاسي، "سنحاول المشاركة في المؤتمر، بعد أنْ تمّ استبعاد السوريين في المؤتمرين الأول والثاني، لأن الأمم المتحدة ما زالت لا تعترف بوحدة تنسيق الدعم، مع أنها أكبر مؤسسة سورية عاملة في الشأن الإنساني".
ولفتت إلى أن "الأمم المتحدة لم تستثمر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139 المتعلّق بإيصال المساعدات الإنسانية في سورية، والعمليات الإغاثية عبر الحدود وعبر خطوط النزاع، إلا في حدوده الدنيا. وما زالت تتجنّب العمل مع مؤسسات المعارضة، حرصاً على سلامة مكاتبها وموظفيها في دمشق. مع العلم أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، والتي لا تصلُها الأمم المتحدة، هي المناطق الأكثر حاجةً وتضرراً".
أما فيما يتعلّق بوضع اللاجئين السوريين، فقد أكد الصباح، خلال المؤتمر، أن "الكويت ستعمل على دعم لبنان اقتصادياً، لاستيعاب اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه، وأن وفداً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، سيزور لبنان، خلال اليومين المقبلين، بهذا الخصوص".
كما عقّب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن "هناك مباحثات جارية تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المنكوبة والمحاصرة في سورية". وأشار إلى أن هناك "13 مليون سوري يعانون، و9 ملايين منهم في الداخل". يُذكر أن الأمم المتحدة تُقدّر أعداد المهجّرين السوريين بـ13 مليوناً يعانون أوضاعاً صعبة، بينهم 9 ملايين في سورية ونحو 5.4 ملايين في دول الجوار، من أصل 23 مليون سوري".