مسرح النخب السورية: تجارة ضيّقة

06 أكتوبر 2015
مشهد من "طقوس الإشارات والتحوّلات" لـ سعد الله ونوس
+ الخط -

هوّة واسعة تفصل المشتغلين في الفنون عامة، والمسرح خصوصاً، والمتلقّين في سورية. لعل من أسبابها تلك التهمة الجاهزة: "مسرح تجاري". فكل من يحاول استقطاب الناس، سرعان ما تتلقّفه التهمة.

ينمّ الأمر عن نظرة إلى الفن، نخبوية واستعلائية أساسها سلطوي. إنها احتقار مبطّن، واعٍ وغير واعٍ. على مدى بعيد، سيكون من الصعب التعامل مع المنتَج الفني كانعكاس للثقافة الاجتماعية، فهو ليس إلا تعبيراً عن ثقافة قلة.

إن ستينيات القرن الماضي تُعتبر إلى اليوم مرحلة تحرّر اجتماعي على مستوى عالمي، امتدت ظلاله إلى سورية بشكل نسبي، كما في غيرها من البلدان العربية، فتحسّن وضع المرأة وغاب التطرّف والتحمت النخب بالفضاءات الإيديولوجية العالمية، وحدث أن سار المسرح على هذه السّكك، مثل الفنون الأخرى، فتقاطع مع تطوّر المجتمعات.

بمرور العقود، تراجع للأسف متابعو المسرح، وتصدّر المشهد الفني خطاب إيديولوجي جاف. ثم مع تجاوز الإيديولوجيات إثر سقوط جدار برلين، ظلّ الجفاف وحده سمة الفن.

ترافق ذلك مع تصلّب حدود النخبة، وانغلاقها على نفسها -تماماً مثل انغلاق النخب السياسية- حتى أن المشهد المسرحي بات عبارة عن مجموعة مشتغلين يشاهدون مسرحيات بعضهم ثم ينتقد بعضهم بعضاً.

هكذا، لم يعد ممكناً سوى إنتاج مسرح ينتمي بشكل أكبر إلى "مجتمع ضيّق" يزداد انفصالاً عن المجتمع الكبير، فلا يستطيعون حتى تسويق أعمالهم.


اقرأ أيضاً: أوكنو.. مسرحية سورية تقفز من النافذة


دلالات
المساهمون