مسرحية لبوشكين تشبّه بوتين بـ"قيصر اغتصب الحكم"

17 فبراير 2015
بوشكين (بريشة أوريست أداموفيتش كيبرنسكي/Getty)
+ الخط -
بعد أن نسج المخرج قنسطنطين بوجومولوف في سياقها الكثير من الإيحاءات والإسقاطات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحدثت الرؤية المعاصرة لمسرحية روسية كلاسيكية من القرن التاسع عشر، استقطاباً فريداً، إذ أثارت إعجاب وغضب كثيرين من مشاهديها في موسكو.

انقسم الرأي العام حول المسرحية بالطريقة نفسها التي حدثت مع فيلم "لفياثان"، الذي رُشّح لينال جائزة الأوسكار. والعملان يُثيران كثيراً من التساؤلات، حول منظور الشعب الروسي للحياة، وانخراط البعض في الدفاع عن الفيلم والمسرحية، في أعمال فنية صادقة تميل إلى الواقعية، بينما يرى آخرون أنّ العملين يحطّان من مكانة روسيا، في وقت تحتاج البلاد إلى من يدافع عنها في مواجهة هجمة غربية شرسة.

كتب مسرحية ‭"‬بوريس جودونوف" الشاعر الروسي الشهير ألكسندر بوشكين، وهي تُعيد المُشاهد إلى أحداث تاريخية جرت في روسيا خلال القرن الـ16، وأعادها المخرج قنسطنطين بوجومولوف (39 عاماً) إلى عالم اليوم، بعد أن طعّمها بالكثير من الحيل، التي تنتمي إلى عالم الوسائط المتعدّدة، والمحادثات الحميمة على موقع سكايب.

تدور المسرحية حول قاتل مغتصب للحكم، تحوّل إلى قيصر لا يرحم. وفي بداية المسرحية، حين يعلم الناس بأن جودونوف قتل الوريث الشرعي للحكم، تُعرض على شاشة كبيرة بشكل متكرّر، وسط ضحكات خافتة متوترة من المشاهدين، عبارات تقول: "الشعب احتشد في الميدان الرئيسي.. الشعب ينتظر أن يُخطر ماذا بعد؟.. الشعب حثالة أخرق".

وحين يضع جودونوف التاج على رأسه، تظهر على الشاشة مقاطع فيديو تعود إلى العام 2012 حين كانت قافلة بوتين تخترق شوارع موسكو الخاوية، في طريقها إلى الكرملين ليتسلّم بوتين الحكم لولاية ثالثة. لكنّ المخرج بوجومولوف يقول إنّ "المسرحية لا تتعمّد السخرية من بوتين، بل هي نظرة إلى الطريقة التي ترى بها روسيا المعاصرة نفسها، وكيف تتحدّث عن نفسها".

وبينما انتهت المسرحية بتصفيق من الحضور ووقوفهم تعبيراً عن إعجابهم، رفض آخرون المشاركة بل إنّ بعضهم غادر قبل انتهاء العرض. وكان مسؤول كبير في الحكومة الروسية من بين الذين غادروا المسرح مبكّرين قبل انتهاء العرض، وقال وهو يتمتم بامتعاض: "يصعب حقّاً متابعة عرض كهذا".

وبالنسبة إلى المخرج الذي شارك في الاحتجاجات الشعبية بين العامين 2011 و2012 ضدّ بوتين ونظامه، وأعطى صوته لمنتقد الكرملين أليكسي نافالني في انتخابات بلدية موسكو العام 2013، فإنّ المسرحية تعبّر عن خيبة أمله في انعدام الرغبة بالتغيير في موسكو.

المساهمون