المسدس الذي يعتقد أن الرسام الهولندي الشهير، فان غوغ، انتحر به، ويعتبر من أكثر الأسلحة شهرة في عالم الفن، يعرض غدًا الأربعاء في أحد دور مزادات باريس، ومن المتوقع أن يصل سعره إلى 60 ألف يورو (67 ألف دولار أميركي).
ويعتقد الخبراء أن فان غوغ أطلق النار على نفسه عام 1890، من مسدس الـ Lefaucheux ذي العيار 7 ملم، بالقرب من قرية Auvers-sur-Oise شمال باريس، حيث قضى الأشهر القليلة الأخيرة من حياته. وعثر مزارع على السلاح الناري عام 1965، في الحقل نفسه الذي وجد فيه الرسام منتحرًا بإصابة قاتلة، وعرض بعدها في متحف "فان غوغ" في أمستردام.
وقال دار المزادات الذي سيباع فيه المسدس إن ما من طريقة للتأكد من أنه السلاح الذي استخدمه فان غوغ لقتل نفسه، ولكن الاختبارات أشارت إلى أنه كان ملقى على أرض الحقل منذ 75 عامًا، وهو ما يرجح أنه السلاح المعني بالفعل، والذي استعاره الرسام من مالك النزل الذي كان يقيم فيه في القرية.
وفارق فان غوغ الحياة بعد 36 ساعة من إصابته، ولم يكن انتحاره أول فعل يؤذي به نفسه، إذ قطع أذنه عام 1888 ليقدمها لبائعة هوى في بيت دعارة في مدينة آرل جنوب فرنسا، وبينما كان المؤرخون يتفقون في السابق على أنه قتل نفسه، شكك بعضهم في هذا الافتراض في السنوات الأخيرة، حين زعموا أن الرصاصة المميتة ربما أطلقت عن طريق الخطأ من قبل صبيان محليين كانوا يلعبون بالسلاح في الحقل.
ونالت النظرية الجديدة تأييدًا في فيلم At Eternity's Gate الذي يروي السيرة الذاتية لفان غوغ، والذي أدى فيه الممثل ويليم دافو دور البطولة، وأشار مخرجه الرسام الأميركي الشهير جوليان شنابل، إلى أن فان غوغ رسم حوالي 75 لوحة خلال 80 يومًا أمضاها في Auvers-sur-Oise، لذلك من غير المرجح أن يكون ذا ميول انتحارية، كما أصر كاتب السيناريو الفرنسي، جان كلود كاريير، على أن ما من دليل على أن الرسام قتل نفسه.
كما أكد كاريير بعد عرض الفيلم للمرة الأولى، في مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر/أيلول الماضي، أن فان غوغ لم يكن حزينًا على الإطلاق، لأنه كان يعمل يوميًا ورسم بعضًا من أفضل أعماله الفنية في أيامه الأخيرة، بما فيها "بورتريه الدكتور غاشيت"، وهي لوحة تجسد الطبيب المحلي الذي حاول لاحقًا إنقاذ حياته، والتي حققت رقمًا قياسيًا عالميًا، عندما بيعت مقابل 82.5 مليون دولار عام 1990.
ويذكر أن الرصاصة التي استخرجها الطبيب غاشيت من صدر فان غوغ تلائم عيار مسدس Lefaucheux الذي عثر عليه في الحقل، إلا أن الفيلم أظهر أن موت الرسام كان بطلقة أطلقت عن طريق الخطأ، من مسدس كان مع صبيين تجادلا معه في الحقل.
وقال دار المزادات إن المزارع الذي عثر على المسدس أعطاه لمالكي النزل في قرية Auvers-sur-Oise، والذين يبيعونه اليوم، وعلى الرغم من أن القرائن تشير إلى بقائه على الأرض لمدة 75 عامًا، والذي يشير بدوره إلى أنه السلاح الذي قُتل به فان غوغ، إلا أن دار المزادات أوضح أن هذا لا ينفي احتمال استخدامه من قبل الصبيين في الحقل، وليس من قبل فان غوغ نفسه.
(فرانس برس)