مستوطنون يعتدون على مزارع فلسطيني بالعصي والحجارة

29 ديسمبر 2018
اعتدى المستوطنون على أبو حسين (صدام صلاح)
+ الخط -
منذ خمسين عاماً والمزارع الفلسطيني مفيد شاكر أبو حسين (70 عاما) يخرج كل صباح، مصطحبا أغنامه إلى أراضي قريته برقة، شمال غرب مدينة نابلس، من أجل الرعي والتجول في الأراضي الزراعية القريبة.

لم يمنعه كبر سنّه، ولا أية عوامل أخرى من ضمنها تواجد المستوطنين في المنطقة القريبة من الأرض التي يرعي فيها أغنامه، من الوصول إليها ضمن حقه الطبييعي، بل واصل عمله ومهنته التي تربى عليها منذ نعومة أظفاره. لكن المستوطنين الذين يتربصون بالفلسطينيين بشكل دائم، ويعتدون عليهم في كل مرة تسنح لهم الفرصة، اعتدوا، صباح الأربعاء الماضي، على المسن أبو حسين، وضربوه بالعصي والحجارة.

يقول عمار، نجل المزارع مفيد أبو حسين، لـ"العربي الجديد": "عادة ما تعود الأغنام إلى المنزل قبل وصول أبي بدقائق، لكنها عادت يوم الأربعاء قبيل موعده المعروف، وتأخر والدي عن الوصول لمدة ربع ساعة، ما دفع والدتي للذهاب إلى الأرض التي يذهب إليها، لتجده مرميا على الأرض والدماء تسيل من رأسه".

تسلل نحو 15 مستوطنا، في اتجاه المسنّ أبو حسين، الذي حاول أن يدافع عن نفسه، غير أن  ثلاثة منهم هاجموه بالحجارة والعصي، حتى وقع على الأرض وأصابه شبه غياب عن الوعي، وظل ينزف حتى انسحب المستوطنون مع وصول زوجته، بحسب ما رواه نجله عمار.

ويشير عمار إلى أن والدته اتصلت به وأبلغته بما حدث لوالده، حيث وصل إلى عين المكان ونقل والده إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس.

أصيب أبو حسين بكسر في الجمجمة، ونزيف بسيط في الدماغ، وفق ما قاله الأطباء لنجله عمار، حيث أدخل، مساء الأربعاء، إلى غرفة العمليات، وأجريت له عملية سيطرت على جروحه، وأدخل إلى العناية المكثفة حتى بعد ظهر الخميس، إلى أن استقرت حالته.

أصيب بكسر في الجمجمة (صدام صلاح)

يقول نجله عمار: "قدر الله أن إصابة والدي كانت هكذا، ولولا لطف الله لقتله المستوطنون، حيث إن الأوضاع الأخيرة وهجمات المستوطنين المتكررة واعتداءاتهم الوحشية في الضفة الغربية أصبحت يومية، وأدت في كثير من الأحيان إلى استشهاد أطفال ونساء وشباب".

المستوطنون الذين هاجموا المسن أبو حسين، قدِموا إليه من مستوطنة "حومش"، المقامة على أراضي قرية برقة، وقد تم إخلاؤها في آب/أغسطس عام 2005، بعد قرار من حكومة الاحتلال ضمن خطة أحادية الجانب، لكن الأراضي التي أقيمت عليها المستوطنة لم تعد لأصحابها الأصليين، بل إن سلطات الاحتلال قررت أن تبقي أراضيها تحت سيطرة الاحتلال الأمنية، فيما سمحت لأصحاب الأراضي المحيطة بالمنطقة بالوصول إليها.

اعتدوا عليه وتركوه ينزف (صدام صلاح) 

ومنذ إخلاء المستوطنة بعامين والمستوطنون يحاولون العودة إليها، إذ ينظمون اقتحامات استفزازية دورية، كانت في البداية بحجة أعياد اليهود، وتنظم تحت حماية جيش الاحتلال، لكنها أصبحت مكثفة على مدار السنوات الماضية، حيث يمكثون فيها لأيام ويعتدون على أراضي المزارعين القريبة وعلى المزارعين الذين يحاولون الوصول إليها.



كل هذه الإجراءات تجري تحت حماية جيش الاحتلال، الذي لا يمنع المستوطنين من الاعتداء والتخريب، وحتى الهجوم على الفلسطينيين الذين يصلون إلى أراضيهم لزراعتها أو قطف ثمار الزيتون منها.

كاد المستوطنون أن يقتلوا المزارع أبو حسين، مثلما قتلوا، قبل فترة قصيرة، الشهيدة عائشة الرابي، في اعتداء بالحجارة على مركبة زوجها بالقرب من حاجز زعترة المقام على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس. وفي كل المرات التي يهاجم فيها المستوطنون الفلسطينيين في الضفة المحتلة، تكاد تكون ضرباتهم قاتلة، في سبيل تخويف وتهريب وترحيل الفلسطينيين من أرضهم.