مستقبل 30 ألف طالب سعودي رهن الانتظار

05 اغسطس 2015
نحو 130000 طالب يدرسون في الخارج (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

كانَ أكثر من 30 ألف طالب سعودي يدرسون في الخارج على حسابهم الخاص على أمل الالتحاق بالبعثة الرسمية. لكن هؤلاء فوجئوا بتغيير وزارة التعليم السعودية شروط الالتحاق، ما بدد أحلام كثيرين بمتابعة دراستهم على حساب الدولة. وعلى الرغم من أن غالبيتهم سافروا إلى الخارج وفق النظام القديم الذي يكفل لهم الالتحاق بالبرنامج الحكومي، إلا أن النظام الجديد حال دون ذلك.

وتحول هؤلاء الطلاب، الراغبون في الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثة إلى الخارج، إلى حديث المجتمع وشبكات التواصل الاجتماعي، وخصوصاً أنهم باتوا أمام خيارين: الاستدانة لإكمال دراستهم، أو العودة إلى بلادهم وخسارة مئات الآلاف. في السياق، يقول أحد هؤلاء الطلاب ماجد العيساوي إن "تغيير الوزارة قرارها من دون إخبار الطلاب لأمر مؤسف".

من جهته، انتقد الكاتب برجس البرجس قرار الوزارة بشدة، لافتاً إلى أن المشكلة تمكن في قرارات وزارة التعليم المتناقضة، التي وضعت الطلاب في موقف صعب، إذ أنهم لا يعلمون إن كان عليهم الانسحاب أو الانتظار. ويطالب وزارة التعليم الإعلان عن حقيقة المشكلة.
وأطلق الإعلامي علي الظفيري حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف مساعدة هؤلاء الطلاب. وحظيت حملته بدعم إعلامي كبير، من دون أن يؤدي ذلك إلى انهاء معاناتهم. ولا يتعلق الأمر بأولئك الذين يدرسون في أوروبا وآسيا فقط، بل يشمل أيضاً أولئك الذين يدرسون في الولايات المتحدة، والذين كان قد صدر أمر بضمهم للبعثة بشكل رسمي في منتصف مايو/أيار الماضي. إلا أن هذا الأمر لم ينفذ حتى الآن، بسبب الشروط التعجيزية والمتناقضة التي وضعتها الوزارة.

ويعاني كثير من الطلاب من ظروف مالية صعبة. لا يستطيعون العودة بعدما صرفوا مدخراتهم على الدراسة. وفي الوقت نفسه، لا يملكون المال لمواصلة دراستهم، وسط صمت غبر مبرر من وزارة التعليم. إحدى الطالبات لم تتمكن من تحقيق حلمها والحصول على الماجستير. اضطرت إلى العمل في الخدمة المنزلية لدى أسرة أميركية في مقابل خمسة دولارات في اليوم فقط. وقد أعربت عن معاناتها من خلال مقطع فيديو قصير نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض طلبها بالانضمام للبعثة على الرغم من أنها أتمت أربعة أشهر في الدراسة، بحسب النظام القديم". توضح أنها تقطع الخضار وتغسل الصحون وتنظف المنزل وتنام في المخزن". وتلفت إلى أنها كانت قد خرجت من السعودية وفقاً للنظام القديم للبعثة. وكانت أوراقها مطابقة وقد قبلت في إحدى الجامعات الأميركية. تضيف: "يبدو أنهم يضعون شروطاً تعجيزية".

إلى ذلك، لم يرد المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي على اتصالات "العربي الجديد"، في محاولة لاستيضاح موقفه من القضية. إلا أن الوزارة كانت قد أصدرت قبل نحو أسبوع بياناً صحفياً أكدت فيه أن "قرارات الموافقة على الدراسة على حساب الطالب لا تعني الالتحاق بالبعثة"، نافية ما تردد عن وضع مهلة محددة لانضمام الطالب إلى البعثة.

ودعت الوزارة الطلاب الذين يدرسون على حسابهم الخاص إلى التقدم للمرحلة الثالثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثة إلى اللخارج الذي ينتهي بالتوظيف، موضحة أن "المدة التي أمضاها الطلاب في الخارج ستمثل قيمة مضافة لهم تساهم، في حال قبولهم في البرنامج لناحية إنهاء المرحلة الدراسية التي ينشدونها في فترة أقصر، وخصوصاً أن معظمهم قطع شوطاً في دراسة اللغة".
بيان الوزارة لم يكن مقنعاً بالنسبة لكثيرين، ما دفع الكاتب في جريدة مكة عبدالله المزهر إلى القول: "ما أجد صعوبة في فهمه هو الإصرار على عودة الطلاب الذين يدرسون على حسابهم، والراغبين في الالتحاق بالبعثة، إلى السعودية لحضور لقاءات تنظمها الوزارة لمدة ساعتين تقريباً. تخبرهم فيها بكلام كان يمكن أن تقوله من دون أن تكبدهم عناء ومشقة وكلفة السفر".

ويبلغ عدد الطلاب السعوديين المبتعثين في الخارج، ضمن برنامج الملك عبدالله للبعثة إلى الخارج، أكثر من 130 ألف طالب يدرسون في أكثر من 46 دولة على مستوى العالم. لكن يوجد نحو 30 ألف طالب سعودي يدرسون على حسابهم الخاص بناء على وعود بضمهم للبرنامج في وقت لاحق.

اقرأ أيضاً: أزمة في جامعة تبوك السعودية بعد وفاة معلمة
المساهمون