لكل شخص منا أهدافه وأحلامه للمستقبل الذي يحلم به ويتمناه سواء كانت أحلاماً سهلة أو صعبة، عظيمة أو بسيطة. فلكل سلم درجات وفي كل متر خطوات، فالأحلام لا تتحقق بمجرد تمنيها، فهي تحتاج لجهد وتركيز وتخطيط يمهد لك الطريق لتصل لمبتغاك وتربح المستقبل. وهذا ينعكس على الدول فمستقبلها مرتبط بمستقبل شعوبها.
يظن البعض منا أن الماضي هو حقبة منفصلة لوحدها ولا يمكن أن تكون لها آثار في الحاضر، وأن ما حدث لا امتداد له، لكن الحقيقة هي أن للماضي انعكاسات في الحاضر. فالذاكرة مثلا نوع من هذه الانعكاسات وهي ما تجعلنا بسبب أحداث عشناها، نعيش مشاعر ما في الحاضر.
ومن هنا نجزم بأن الماضي حدَثٌ مضى له انعكاسات في الحاضر والمستقبل. ويعتقد البعض أن الماضي يسبب تعاسة للبشر أما الحقيقة فبدون هذه الرسوبيات لكانت الحياة خالية من العِبر وجامدة، فالتجربة هي ما مررنا به وأخذنا منه العبر لنحملها معنا لكي لا نقع في الأخطاء ذاتها مرة أخرى. فلا عبر بدون ماضٍ ولا حاضر يخلو من أخطاء كبيرة مررنا بها.
إذاً، الحاضر امتداد للماضي وليس مرحلة منفصلة عنه والحاضر هو أساس المستقبل سواء كنا جزءا منه أم لا، فلا اعتبار للزمن دون الصيرورة، فالمستقبل قادم فإما أن نحقق فيه مشروعنا أو نكون مشروع غيرنا.
فلمعرفة مستقبلنا ومستقبل بلادنا تجب أولا معرفة ماضينا لأنه كلما تعمقنا في حقيقة الماضي سنكتشف ملامح المستقبل. فبالنظر لحاضر الدول يتبين أن مستقبلها سيكون مشرقاً ومشرفاً وستعيش الشعوب في رخاء ورفاهية وحرية وديمقراطية، لكن لحظة؛ أقصد بكلامي هنا الدول الغربية المتقدمة، أما دولنا العربية فالأمر يختلف تماما، لأن مستقبلها سيكون كارثياً بكل المقاييس. هذا التقدير لم يبنَ على منطق العرافين بل على معطيات تاريخية وسياسية وأحداث واقعية في ماضينا وحاضرنا.
فبالرجوع قليلا إلى التاريخ سنجد أن الدول المتقدمة كفرنسا مثلا، عاشت طبقاتها المتوسطة والفقيرة سنوات من المعاناة والفقر وقمع الحريات، شبيهة لما نعيشه اليوم، لكن تغيّر حالها عندما قام الشعب الفرنسي بثورة بدأت بحركة تنويرية قادها المفكرون والعلماء والفلاسفة.
يظن البعض منا أن الماضي هو حقبة منفصلة لوحدها ولا يمكن أن تكون لها آثار في الحاضر، وأن ما حدث لا امتداد له، لكن الحقيقة هي أن للماضي انعكاسات في الحاضر. فالذاكرة مثلا نوع من هذه الانعكاسات وهي ما تجعلنا بسبب أحداث عشناها، نعيش مشاعر ما في الحاضر.
ومن هنا نجزم بأن الماضي حدَثٌ مضى له انعكاسات في الحاضر والمستقبل. ويعتقد البعض أن الماضي يسبب تعاسة للبشر أما الحقيقة فبدون هذه الرسوبيات لكانت الحياة خالية من العِبر وجامدة، فالتجربة هي ما مررنا به وأخذنا منه العبر لنحملها معنا لكي لا نقع في الأخطاء ذاتها مرة أخرى. فلا عبر بدون ماضٍ ولا حاضر يخلو من أخطاء كبيرة مررنا بها.
إذاً، الحاضر امتداد للماضي وليس مرحلة منفصلة عنه والحاضر هو أساس المستقبل سواء كنا جزءا منه أم لا، فلا اعتبار للزمن دون الصيرورة، فالمستقبل قادم فإما أن نحقق فيه مشروعنا أو نكون مشروع غيرنا.
فلمعرفة مستقبلنا ومستقبل بلادنا تجب أولا معرفة ماضينا لأنه كلما تعمقنا في حقيقة الماضي سنكتشف ملامح المستقبل. فبالنظر لحاضر الدول يتبين أن مستقبلها سيكون مشرقاً ومشرفاً وستعيش الشعوب في رخاء ورفاهية وحرية وديمقراطية، لكن لحظة؛ أقصد بكلامي هنا الدول الغربية المتقدمة، أما دولنا العربية فالأمر يختلف تماما، لأن مستقبلها سيكون كارثياً بكل المقاييس. هذا التقدير لم يبنَ على منطق العرافين بل على معطيات تاريخية وسياسية وأحداث واقعية في ماضينا وحاضرنا.
فبالرجوع قليلا إلى التاريخ سنجد أن الدول المتقدمة كفرنسا مثلا، عاشت طبقاتها المتوسطة والفقيرة سنوات من المعاناة والفقر وقمع الحريات، شبيهة لما نعيشه اليوم، لكن تغيّر حالها عندما قام الشعب الفرنسي بثورة بدأت بحركة تنويرية قادها المفكرون والعلماء والفلاسفة.
انتقد الفرنسيون الملكية المطلقة ورجالات الدين الذين يستغلون الدين لخدمة مصلحة الحاكم، وانتقدوا أيضا الامتيازات التي تعطى للطبقة البرجوازية على حساب عامة الشعب، وطالبوا بإلغاء الاستبداد والحكم الجائر واستبداله بحكم ديمقراطي وحرية ومساواة وتعددية سياسية وفصل للسلطات. وقد نجحوا في استكمال ثورتهم وتحقيق أهدافها بحيث تمكنوا من إلغاء امتيازات الإقطاعيين والنبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة، كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.
إذن، تاريخنا وتاريخ فرنسا متشابهان إلى حد ما في الماضي، لكن هل توجد بيننا نقط تشابه في الحاضر؟ وهل هناك بوادر مستقبلية تجمعنا جميعا في المقدمة؟
ربما الجواب واضح.. فالفجوة بيننا وبين الأوروبيين عامة تزداد يوما عن يوم. فالغربيون الذين عانوا مثلنا في الماضي حلوا مشاكلهم وجعلوا من أخطائهم دروساً تعلموا منها وبدأوا صفحة جديدة من كتاب خطوا سطوره بالنجاحات والإنجازات العلمية والاقتصادية. ووصلوا لأعلى المراتب وتركوا العرب تائهين في بداية الطريق.
ضاع الحكام العرب وتخبطوا وضاع حاضرهم ومستقبل بلدانهم. فالمجتمعات الغربية تدعم الفاشل حتى ينجح، ومجتمعاتنا تحتقر الناجح حتى يفشل، فهم يستغلون تفرقتنا وكرهنا لبعضنا ويكرسون سياسة فرق تسد.
منذ سنوات عدة والغربيون يستنزفون ثرواتنا ويسفكون دماءنا، ويدعمون الأنظمة الشمولية ويقهرون الشعوب، ولما جاء بصيص أمل وثارت الشعوب العربية وتنفست القليل من الحرية وكرامة العيش، بعدما يئست من طغيان حكامها، عملت أيادٍ خفية على قيام ثورات مضادة لإفشال الثورات والقضاء على أمال الشعوب العربية في التغير. فبعدما طمعنا في الرقي بمجتمعاتنا أصبحنا على واقع الانقلابات والأحكام العسكرية والحروب الأهلية والطائفية.
ولم يكن لهذه الثورات المضادة أن تكون وتنجح لو لم تدعم من طرف حكامنا العرب. فللأسف تلقينا الطعنة من الذين من المفروض أن يحرصوا على أمننا واستقرارنا.
أصبحت بلداننا مجرد لعب تحركها القوى العظمى حسب رغباتها. فبعد ماضينا المشؤوم وحاضرنا الدموي سيأتي مستقبلنا المنكوب. ليس تشاؤما بل حقيقة مرة سندركها لاحقا. فبلداننا للأسف سيكون مستقبلها أشد سواداً من ماضيها وحاضرها ولن تتمكن من الخروج من المستنقع الغارقة فيه. وحتى إن حدثت معجزة واستيقظ حكامنا من جهلهم ووعوا أخطاءهم وفكروا بالانحياز لمصلحة شعوبهم، فهم يحتاجون عقوداً طويلة ليتمكنوا من وضع بلدانهم على الطريق الصحيح، ببساطة لأنهم سيكونون منشغلين فقط بالخلاص من مخلفات تعثراتهم المتراكمة. كنا نتمنى أن نتحدث عن حاضرنا بفخر وأن نرسم مستقبلنا بثقة وشغف لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
عهدنا قول "من سار على الدرب وصل"، ومنذ أن فتحنا أعيننا في هذا العالم ونحن نسمع من الحكام العرب أنهم يقودون شعوبهم في طريق النمو، وليومنا هذا لم نصل للنمو. فهل يمشون خطوتين ويرجعون خطوة للوراء أم أنهم سلكوا بنا الطريق الخطأ؟
(المغرب)
إذن، تاريخنا وتاريخ فرنسا متشابهان إلى حد ما في الماضي، لكن هل توجد بيننا نقط تشابه في الحاضر؟ وهل هناك بوادر مستقبلية تجمعنا جميعا في المقدمة؟
ربما الجواب واضح.. فالفجوة بيننا وبين الأوروبيين عامة تزداد يوما عن يوم. فالغربيون الذين عانوا مثلنا في الماضي حلوا مشاكلهم وجعلوا من أخطائهم دروساً تعلموا منها وبدأوا صفحة جديدة من كتاب خطوا سطوره بالنجاحات والإنجازات العلمية والاقتصادية. ووصلوا لأعلى المراتب وتركوا العرب تائهين في بداية الطريق.
ضاع الحكام العرب وتخبطوا وضاع حاضرهم ومستقبل بلدانهم. فالمجتمعات الغربية تدعم الفاشل حتى ينجح، ومجتمعاتنا تحتقر الناجح حتى يفشل، فهم يستغلون تفرقتنا وكرهنا لبعضنا ويكرسون سياسة فرق تسد.
منذ سنوات عدة والغربيون يستنزفون ثرواتنا ويسفكون دماءنا، ويدعمون الأنظمة الشمولية ويقهرون الشعوب، ولما جاء بصيص أمل وثارت الشعوب العربية وتنفست القليل من الحرية وكرامة العيش، بعدما يئست من طغيان حكامها، عملت أيادٍ خفية على قيام ثورات مضادة لإفشال الثورات والقضاء على أمال الشعوب العربية في التغير. فبعدما طمعنا في الرقي بمجتمعاتنا أصبحنا على واقع الانقلابات والأحكام العسكرية والحروب الأهلية والطائفية.
ولم يكن لهذه الثورات المضادة أن تكون وتنجح لو لم تدعم من طرف حكامنا العرب. فللأسف تلقينا الطعنة من الذين من المفروض أن يحرصوا على أمننا واستقرارنا.
أصبحت بلداننا مجرد لعب تحركها القوى العظمى حسب رغباتها. فبعد ماضينا المشؤوم وحاضرنا الدموي سيأتي مستقبلنا المنكوب. ليس تشاؤما بل حقيقة مرة سندركها لاحقا. فبلداننا للأسف سيكون مستقبلها أشد سواداً من ماضيها وحاضرها ولن تتمكن من الخروج من المستنقع الغارقة فيه. وحتى إن حدثت معجزة واستيقظ حكامنا من جهلهم ووعوا أخطاءهم وفكروا بالانحياز لمصلحة شعوبهم، فهم يحتاجون عقوداً طويلة ليتمكنوا من وضع بلدانهم على الطريق الصحيح، ببساطة لأنهم سيكونون منشغلين فقط بالخلاص من مخلفات تعثراتهم المتراكمة. كنا نتمنى أن نتحدث عن حاضرنا بفخر وأن نرسم مستقبلنا بثقة وشغف لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
عهدنا قول "من سار على الدرب وصل"، ومنذ أن فتحنا أعيننا في هذا العالم ونحن نسمع من الحكام العرب أنهم يقودون شعوبهم في طريق النمو، وليومنا هذا لم نصل للنمو. فهل يمشون خطوتين ويرجعون خطوة للوراء أم أنهم سلكوا بنا الطريق الخطأ؟
(المغرب)