مستشفيات في المغرب

28 أكتوبر 2014
+ الخط -

شهد مقر الهيئة الوطنية للأطباء في الرباط، أخيراً، ندوة وطنية متميزة بعنوان "أنسنة الممارسة الطبية.. المرتكزات والواقع". وكانت مناسبة لتسليط الضوء على واقع الصحة في المغرب، وكذا بعض الإكراهات التي يعاني منها القطاع، خصوصاً أن التقارير الدولية، أخيراً، رسمت صورة قاتمة للوضع الصحي في بلادٍ، يقال عنها إنها "أجمل بلد في العالم".

انتقدت الندوة بشدة الممارسة الطبية الحالية التي أصبحت ترتكز على التشييء، عوض الأنسنة، ولخص طبيب هذا السلوك الدخيل على ثقافاتنا بأن "الأنسنة لا يمكن أن تكون في بلد بدون علم، والعلم لا يمكن أن يكون بدون أخلاق، والأخلاق لا يمكن أن تكون بدون سلوك".

وكان الإسلام سباقا لتكريم الإنسان، حيث جعل الله الإنسان خليفته في الأرض، ويقول الله تعالى في سورة الإسراء "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، فكيف يعقل أن نفتخر بأننا خير أمة أخرجت للناس، ونحن مازلنا نعامل الإنسان المريض على أساس أنه شيء!

أعتقد أننا إذا أردنا بلوغ ما يصطلح عليه أنسنة الممارسة الطبية في المغرب، وكذا المضي بمستشفيات المملكة، علينا الارتقاء بالتعليم المغربي، فهو مفتاح نجاح أي دولة، وتوفير التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة، وعلى الأطباء أن يتواصلوا بشكل كبير مع المرضى، وأن تكون العلاقة بينهم أكثر إنسانية.

avata
avata
يوسف غرادي (المغرب)
يوسف غرادي (المغرب)