ومن المتوقع، أن يصل جرينبلت إلى الأراضي الفلسطينية، يوم الاثنين المقبل، حيث سيلتقي برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه، فيما سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس شؤون المفاوضات صائب عريقات يوم الثلاثاء، في رام الله.
ووصف المجدلاني، لـ"العربي الجديد"، زيارة جرينبلت بأنّها "استطلاعية بالدرجة الأولى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وجرينبلت، وهو يهودي أميركي، محام في الحياة المهنية، وخريج المدرسة الدينية اليهودية "هار عتصيون"، وسبق أن شغل منصب مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإسرائيلية في مرحلة دعايته الانتخابية، إلى جانب صهر الرئيس جاريد كوشنر، وعُيّن مسؤولاً بملف المفاوضات الدولية، ومنها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
ومن المتوقع، أن يلتقي جرينبلت أيضاً، إلى جانب الرئيس عباس وعريقات والفريق التفاوضي، رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله.
وتلقّى الرئيس الفلسطيني، اتصالاً هاتفياً، مساء أمس الجمعة، من ترامب، دعاه خلاله إلى زيارة البيت الأبيض قريباً.
ورأى مجدلاني أنّ "الإدارة الأميركية الجديدة توصلت لقناعة، أنّه لا يمكن صنع السلام دون وجود شريك فلسطيني، ولا يمكن ضمان الأمان والاستقرار دون حل القضية الفلسطينية".
واعتبر أنّ اتصال ترامب بعباس، "هو تعبير على أنّ الإدارة الأميركية ترى في القيادة الفلسطينية والرئيس عباس شريكاً أساسياً في صنع السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف أنّ "الدعوة إلى البيت الأبيض هي تأكيد على أنّ الشراكة مع الفلسطينيين شراكة حقيقية، وتأكيد على شرعية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني، وأنّ أي محاولات للقفز على شرعية المنظمة هي محاولات غير مجدية".
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إنّ "دعوة ترامب هي رد على المحاولات الإسرائيلية التي حاولت أن تسدل الستار بعد زيارة نتنياهو للبيت الأبيض مؤخراً، على حل الدولتين وعلى أي دور للقيادة الفلسطينية، واعتبرت أنّ لديها صلاحيات مطلقة لفرض حل أحادي الجانب على الفلسطينيين".
وأعرب مجدلاني عن اعتقاده بأنّ دعوة الرئيس الأميركي ليست "بروتوكولية"، قائلاً إنّها "دعوة رئاسية وستنفذ في القريب العاجل"، دون إعطاء موعد محدد.
وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن أنّ التواصل الفلسطيني مع إدارة ترامب عبر قنوات مختلفة، بدأ قبل تسلمه الإدارة الأميركية رسمياً نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، لكنّها كانت قنوات سياسية غير معلنة، إلى جانب قنوات أمنية واقتصادية لم تتوقف عن التواصل.
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، اليوم السبت، إنّ "التواصل الفلسطيني- الأميركي على أعلى مستوى، والمتمثل باتصال ترامب، وزيارة مدير الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو قبل أسبوعين، ولقاءه بالرئيس عباس، هي بلا شك تساهم برسم مسار تطورات أحداث المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمضمون أو توقيت هذه الاتصالات".
وأضاف أبو ردينة أنّ "هذه الاتصالات عالية المستوى، نزعت الأوهام الإسرائيلية بأنّ الرئيس عباس ليس شريكاً للسلام، وهي تمثّل رسالة واضحة بأنّ الحل يتمثل بالشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، وأنّ القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع، ومن دون ذلك لا سلام ولا أمن في المنطقة".
واعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، أنّ القمة العربية المقبلة في الأردن، "ستكون فرصة لدعم وتعزيز الموقف الفلسطيني الثابت، وذلك من خلال المشاركة وتضافر الجهود والتنسيق المتكامل الفلسطيني- العربي"، داعياً إلى "بذل كامل المسؤولية الوطنية والقومية لمواجهتها، ونحن واثقون من قدرتنا كفلسطينيين وعرب على تجاوز مآسي المرحلة وتداعياتها الخطيرة"، بحسب قوله.