مستشار أردوغان: النظام السوري لن يجرؤ على مهاجمة إدلب

21 يوليو 2018
أقطاي: تركيا تريد حلاً سريعاً للأزمة الخليجية (العربي الجديد)
+ الخط -
يتحدث مستشار الرئيس التركي ونائبه في حزب "العدالة والتنمية"، ياسين أقطاي، في مقابلة مع "العربي الجديد" خلال زيارة له إلى الدوحة، عن الأوضاع في بلاده، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها والتحوّل إلى النظام الرئاسي ثم إنهاء حالة الطوارئ، مؤكداً أن الانقلابات العسكرية في تركيا انتهت مع عودة الجيش إلى مهمته الأساسية بحماية البلاد، لكنه يرى أنه سيبقى هناك طامحون في الداخل والخارج، لقلب نظام الحكم في البلاد. ويتطرق أقطاي إلى الملف السوري، مستبعداً أن يكرر النظام السوري سيناريو درعا في إدلب، بعدما وجّهت أنقرة تحذيراً لموسكو من أن هذه الخطوة ستعني نهاية مسار أستانة. وفي ما يلي نص المقابلة:

بعد التغيير الذي حصل والتحوّل إلى النظام الرئاسي، هل يمكن القول إن عهد الانقلابات قد انتهى في تركيا؟

فكرة الانقلاب لم تنته، هذه وسوسة من الشيطان، فالنوايا والطموحات مستمرة، وسيبقى هناك دائماً من يطمح إلى الانقلاب، ولو قلنا انتهى، فذلك يعني نهاية التاريخ.


ولكن بعد التعديلات الدستورية التي تمت، والانتخابات التي جرت، والصلاحيات الواسعة لرئيس الجمهورية، بما فيها الإشراف على الجيش، وعودة الجيش إلى مهمته الأصلية حماية الوطن، هل يعني كل ذلك أن عهد الانقلابات العسكرية، انتهى؟

نعم... نعم، احتمال قيام الجيش بالانقلاب انتهى والحمد لله، ولكن يبقى الحذر قائماً.


ممن سيكون الحذر؟

من كل من يتدخّل في العملية السياسية من خارجها، من كل من يحاول أن يتلاعب بالاقتصاد التركي وتشويه صورة تركيا، كما حصل خلال الانتخابات الماضية، فقد وجدنا حماسة كبيرة من خارج تركيا لتدمير الاقتصاد التركي عبر التلاعب بالعملة.

من هي الجهات التي تتهمونها، هل هي داخلية أو خارجية، سمها لنا؟

لا نحتاج أن نحدد من هي، إنها من الداخل ومن الخارج أيضاً.

ولكن، في الداخل نجحت الدولة التركية في إضعاف جماعة غولن، أقوى خصوم حزب "العدالة والتنمية"؟

نعم حركة غولن ضعفت كثيراً في تركيا، ولكنها ما زالت قوية، فلديها مؤسسات ومدارس في أكثر من 30 دولة. أصدقاء تركيا أغلقوا هذه المؤسسات والمدارس، ولكن ما زالت تعمل في العديد من الدول التي يمكن تصنيفها على أنها معادية لتركيا، وخصم لها.

حالة الطوارئ رُفعت في تركيا، ماذا يعني ذلك بالنسبة إلى المواطن التركي؟

الوضع الداخلي في تركيا مستقر وكان التدبير مؤقتا، ولكن هذا لا يعني أننا لن نتخذ تدابير لمواصلة مكافحة الإرهاب، وحماية الأمن الداخلي في بلادنا. المواطن التركي لم يتضرر أو يتأثر بحالة الطوارئ والتي كانت مؤقتة ومرتبطة بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وكانت تهدف بالأساس إلى تنظيم الدولة، وهو ما حصل بالفعل بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية والتحوّل إلى النظام الجمهوري.

بالنسبة إلى الملف السوري، هل يمكن أن تسمح تركيا بتكرار سيناريو درعا في إدلب التي هي تحت الحماية التركية؟

كما تعلم، الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأخبره أن تكرار ما حصل في درعا، في إدلب، سينهي المفاوضات، وأنه أمر غير مقبول لتركيا، وأعتقد أن بوتين، قَبِل الموقف التركي. ولا أظن أن النظام السوري سيقوم بتكرار سيناريو درعا في إدلب. وموقفنا كان وسيظل إنهاء المعاناة السورية ضمن حل سياسي يقبله الجميع.

هل أنتم واثقون من الموقف الروسي، من موضوع إدلب، خصوصاً أن النظام لن يجرؤ على الهجوم على إدلب من دون غطاء روسي؟

لن يجرؤ النظام على الهجوم على إدلب، والقضية ستُبحث بلا شك خلال لقاء الرئيسين التركي والروسي المرتقب نهاية الشهر الحالي. وكما أسلفت، إن الرئيس أردوغان حذر الرئيس بوتين من هذه الخطوة على مسار المفاوضات في أستانة، والتي تعني في حال حصولها تقويض هذا المسار ونهايته.

هناك من يتحدث عن إغلاق تركيا أبوابها في الآونة الأخيرة في وجه اللاجئين السوريين؟

هذه قضية إنسانية، ولا نستطيع أن نمنع السوريين من دخول تركيا وأن نغلق الأبواب في وجوههم. نحن نريد أن نحل المشكلة داخل الأراضي السورية، من خلال إيجاد مناطق آمنة وعازلة وبعيدة من هجمات النظام و"داعش"، كما فعلنا في عدد من البلدات السورية ومنها عفرين، وسنفعل ذلك أيضاً في منبج وغيرها. وهناك لجنة تركية مشكّلة لمن يريدون العودة من السوريين إلى بلادهم في المناطق العازلة، وقد عاد بالفعل 200 ألف سوري إلى بلادهم أخيراً.

ماذا عن مستقبل الحرب التي تشنّها تركيا ضد حركات كردية في شمال سورية؟

نحن لسنا ضد الأكراد، ولكننا ضد تشكيل أي حكومة انفصالية داخل الأراضي السورية، نحن نعارض كل من يريد تقسيم الأراضي السورية، نحن نحارب ونعارض حزب "العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية، اللذين يهددان تركيا كل يوم ويحملان السلاح ضدها ويشنّان حرباً عليها. وإنهما سينتهيان ويُهزمان إن شاء الله.


بالنسبة إلى الأزمة الخليجية، هل من جهود تركية للتوسط لحلها؟

نحن دعمنا وندعم الجهود الكويتية لحل الأزمة الخليجية، الني نرى أنها ليست قابلة للاستمرار. تركيا تريد حلاً سريعاً للمشكلة، ولا تريد أن يبقى الحال في الخليج على ما هو عليه. نحن قمنا بدور في تهدئة الأزمة ومنعنا التصعيد، ووقوفنا إلى جانب قطر ضد الحصار لا يعني العدوان على الآخرين، بل محاولة لمنع الأخ من أن يظلم أخاه. هكذا نرى المسألة، والأزمة الخليجية يجب أن تنتهي لمصلحة الجميع.

المساهمون