مع تصاعد موجة العنف في العراق ذات الطابعين الإرهابي والطائفي، يحاول بعض السياسيين ورجال الدين الوصول إلى مشروع مصالحة وطنيّة لإنقاذ العراق من المنزلق الخطير الذي يتجه نحوه، وفي هذا السياق يتحرك منذ أيام أحد أبرز رجال الدين بالعراق من الطائفة السنية وهو الشيخ أحمد الكبيسي لإطلاق مشروع للمصالحة الوطنية في البلاد.
وقال الشيخ مصطفى عبد الوهاب، من الوقف السني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشيخ الكبيسي أعّد مشروعاً للمصالحة الوطنية وإنقاذ الدم العراقي، وإنقاذ البلد من المنزلق الخطير الذي يقف على حافته"، مبيّناً أنّ "المشروع سيناقشه الكبيسي مع السياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر للخروج بصيغة توافقية لإطلاقه".
وأضاف أنّ "الكبيسي سيحاول أنّ يحصل على تأييد المرجعية الدينيّة في النجف، ورجال الدين الشيعة على المشروع، وأن يسخّر جهودهم معهم لإنقاذ الدم العراقي".
إلى ذلك، أكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، أنّ "الكبيسي بحث مع الجبوري إطلاق المشروع، فيما أثنى على الجهود الكبيرة التي يبذلها الجبوري في بناء مؤسسات الدولة".
اقرأ أيضاً: "القوى العراقية" تتهم مليشيات بتنفيذ مجزرة سجن الخالص
وقال المكتب، في بيان صحافي، إنّ "رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، التقى بالمرجع العلامة الكبيسي، وبحثا الأوضاع السياسية والأمنية التي يمر بها العراق".
وأشار إلى أنّهما "ناقشا المشروع الذي يهدف إلى تطويق وإنهاء كل محاولات إثارة الفتن والنعرات الطائفية التي تهدد أمن البلاد واستقرارها".
وأكّد الجبوري استعداده "للتعاون مع كل الجهات والشخصيات المخلصة لهذا البلد في سبيل إنقاذ العراق"، مشيراً إلى أنّ "الكبيسي يعتبر من أهم الشخصيات الدينية والوطنية التي من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في إنجاح مشروع المصالحة وتوحيد الشعب العراقي".
من جهته، رأى عضو تحالف القوى العراقية، محمد السلماني، أنّ "العراق بحاجة إلى أن يأخذ رجال الدين ورجال العشائر دورهم في المجتمع، فهم في الحقيقة الأقرب إلى المواطنين من غيرهم وأكثر تأثيراً فيهم".
وقال السلماني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشاريع المصالحة الوطنية التي يتحدث بها السياسيون لا تعدو كونها حبراً على ورق، ولم تحقق شيئاً منذ أطلقت وحتى اليوم، كما أنّها لا توازي الموازنات المالية والأموال الكبيرة التي أهدرت فيها".
وأشار إلى أنّ "الناس سئموا من حديث السياسيين عن مشروع المصالحة، وهم يرون أنّ البلد يتجه نحو منزلق خطير جداً لا تعرف نهايته، لذا فإنّهم ينظرون إلى تدخل رجال الدين نظرة مختلفة عن السياسيين، كونهم أصحاب الكلمة المؤثرة في الشارع العراقي، وأنّ الشيخ الكبيسي له تأثير كبير في الشارع السني والشيعي أيضاً، كما أنّه يحظى باحترام المراجع الدينية الشيعية، الأمر الذي يسهّل إطلاق مشروعه".
ودعا السلماني الجهات السياسية والحكومية إلى "عدم الوقوف عائقاً أمام طريق المشروع، وترك المنافع الشخصية التي تبنى على حساب مصلحة المواطن".
وكان نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، قد أكّد وجود قوى حكوميّة متمرسة في مواقفها الطائفية تعرقل مشروع المصالحة الوطنيّة، ولا يروق لها تحقيقه، معتقدة أن تعزيز عرقلة المشروع يأتي بتأكيد موضوع الاجتثاث وتهميش القوات المسلحة العراقية وإبعادها عن الصورة، وبالمزيد من الإجراءات القمعية التي تمارس الآن في مناطق مختلفة تحت مسمى المليشيات أو الحشد الشعبي أو قوى الإرهاب.
اقرأ أيضاً: عشرات القتلى والجرحى في ديالى وبغداد