ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأميركية، يوم الجمعة، أن رؤساء ثلاث لجان في مجلس النواب وجهوا مذكرة استدعاء إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، لتقديم وثائق بشأن أوكرانيا، في إطار المساعي لمساءلة الرئيس دونالد ترامب تمهيداً لعزله.
وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجية والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، متوجهين إلى بومبيو، أن "رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس النواب في هذا الإجراء النادر ضد رئيس أميركي، والذي كان أُطلِق على خلفية شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات حول ممارسة ترامب ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن".
ونقلاً عن مقابلة مع رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي آدم شيف، أشارت "سي.إن.إن" إلى أن اللجنة قد تبدأ عقد جلسات الأسبوع المقبل، في إطار التحقيق لمساءلة ترامب. وقال شيف "سوف نتحرك بأسرع ما يمكن... لكن علينا أن ننتظر لنرى أي الشهود سيكون متاحاً طوعاً وأيهم سيتطلب الأمر إجبارهم على ذلك".
ونقلت "سي.إن.إن" عن شيف قوله إن مذكرات الاستدعاء قد تصدر وقد يتم أخذ شهادات بحلول الأسبوع المقبل.
ورفض مشروع القانون الذي تقدم به كيفن مكارثي، زعيم الجمهوريين في المجلس، 222 نائباً مقابل 184، وجرى التصويت على أساس حزبي بشكل كبير، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
ويبرز مشروع القانون ونتيجة التصويت عليه الانقسام العميق بين الحزبين في مجلس النواب حول مسعى التحقيق في سلوك ترامب المنتمي للحزب الجمهوري.
وأيد أكثر من 300 مسؤول سابق في وكالات الأمن والسياسة الخارجية الأميركية، بينهم مدير سابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب ومساعد سابق لوزير الخارجية، اليوم، التحقيق لمساءلة ترامب تمهيداً لعزله.
وقالوا في بيان لهم إن الموقعين خدموا في إدارات كلا الحزبين، وأضافوا أنهم لا يريدون الحكم مسبقاً على الاستنتاجات التي قد يتوصل إليها الكونغرس في التحقيق.
وأوضحوا في البيان الذي أُرسل إلى المنظمات الإخبارية "يبدو أن الرئيس ترامب استغلّ سلطة وموارد أعلى منصب في البلاد لاستدعاء تدخل أجنبي إضافي في عملياتنا الديمقراطية.. من شأن هذا أن يشكّل إساءة استخدام غير معقولة للسلطة. كما أنه يمثل محاولة لإخضاع مصالح أميركا الوطنية، ومصالح أقرب حلفائنا وشركائنا، لمصلحة الرئيس السياسية الشخصية".
ويواجه ترامب اتهامات باستغلال المنصب لأغراض شخصية، على خلفية المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في يوليو/ تموز الماضي، وتطرّق فيها إلى منافسه المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة، جو بايدن.
وبينما تذكر وسائل إعلام أميركية، ومنها "نيويورك تايمز"، أن المدعي العام أقيل بسبب اتهامات باستخدامه دعاوى قضائية لتحصيل رشاوى من ملاك الشركات؛ يتهم ترامب نظيره بايدن بأنه استخدم نفوذه وضغط من أجل إقالة المدعي العام الأوكراني، خشية الكشف عن فساد يتعلّق بحصول ابنه على الوظيفة في تلك الشركة.
وكان مدير المخابرات بالوكالة في إدارة ترامب جوزيف ماكغواير، قد واجه، أمس، أسئلة نواب أميركيين بشأن تعامل الإدارة مع تسريب المكالمة، خصوصاً بعدما رفض إطلاع الكونغرس على تقرير التسريب، على الرغم من أن القانون يلزمه بإرساله إلى المشرعين، بعدما قرر مفتش عام أنه عاجل وجدير بالتصديق.
وقال ماكغواير، في شهادته أمام لجنة المخابرات في مجلس النواب، إنّ الشكوى بشأن اتصال ترامب موضوع خطير وغير مسبوق، مضيفاً: "تواصلنا مع البيت الأبيض ووزارة العدل بشأنها". وواجه أسئلة من رئيس اللجنة والنواب بالكونغرس حول كيفية إطلاع البيت الأبيض عليها، وهو الجهة محطّ الشكوى، فضلاً عن إطلاع وزارة العدل عليها وهي طرف في السلطة التنفيذية. وأضاف مدير المخابرات أنّ المخبر الذي قدم المعلومات بشأن اتصال ترامب تصرف وفق القانون.