يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح مبادرة سياسية شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، بحسب ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول أميركي بارز، وصفته بأنه على اتصال مع المستوى السياسي في إسرائيل، اليوم الثلاثاء.
ووفقاً للمسؤول الأميركي، فإنّ ترامب لا يعتزم الخوض في مفاوضات طويلة الأمد مع الطرفين كما فعل سابقه في البيت الأبيض، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تعثر المفاوضات ووصولها لطريق مسدود، فهو يدرك أنه إذا منح الطرفين فسحة من الوقت للمفاوضات سيماطل الطرفان في ذلك.
وبحسب الصحيفة المعروفة بتبني آراء اليمين الإسرائيلي، وتحديداً رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فإن بعض التفاصيل التي أوردها المسؤول الأميركي من شأنها أن تبعث القلق لدى بعض الجهات في إسرائيل.
وأوضح المسؤول الأميركي أنه "يمكن أن تكون إسرائيل راضية عن 50 في المائة من الخطة، كما يتوقع أن يكون الفلسطينيون راضين عن 50 في المائة منها، وكل الهدف هو منع وضع يجلس فيه الطرفان ساعات طويلة في غرف مغلقة، وكل ما يقومان به هو اتهام أحدهما للآخر، وبما أنه لن يتم منح هذه الفرصة لهما، وفق خطة ترامب، فإن السؤال الكبير هو من الذي سيخرج عن قواعد اللعبة ويكون بالتالي مسؤولاً عن فشل الخطة".
وبحسب المصدر الأميركي نفسه، فإنه من المتوقع أن يقود ترامب بنفسه عملية تطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل، وأن يسهل بذلك على كل الأطراف في كل ما يتعلق بتأثير هذه العملية على السياسة الداخلية.
وأضاف "بالنسبة لإسرائيل، يشكل تطبيع العلاقات مع العالم العربي خطوة إلى الأمام من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية، أما بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فستمكنه هذه العملية من اتخاذ قرارات تاريخية عبر الاستشارة والتعاون مع دول عربية إضافية".
ولفت المسؤول الأميركي، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، إلى الخطوات والقرارات التي يقودها ترامب في الأسابيع الأخيرة لصالح دولة إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بإعلان ترامب نيته الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قائلاً إنّ هذه الخطوة "لم تأت صدفة، فالرئيس يريد من الجمهور الإسرائيلي كما من ائتلاف حكومة نتنياهو، أن يدركوا أنه لن يسمح بالمس بمصالح إسرائيل، ولكنه يريد من جهة ثانية اتفاقاً تاريخياً".
وتابع المسؤول "إن على إسرائيل أن تدرك أنه لا يمكنها أن تتوقع مبعوثين سلميين أفضل من ثلاثة مبعوثين يهود متدينين يعتمرون قبعات دينية على رؤوسهم"، في إشارة لكل من السفير الأميركي لدى تل أبيب دافيد فريدمان، والمبعوثين جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر.