رداً على رفض قوى سياسية وشعبية...مسؤولون جزائريون يدافعون عن ترشح بوتفليقة للرئاسة

18 فبراير 2019
الانتخابات محسومة سلفاً في الجزائر (رياض قرامدي/ فرانس برس)
+ الخط -

انبرى مسؤولون بالجزائر للدفاع عن أحقية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الترشح لولاية رئاسية خامسة رغم حالته الصحّية الحرجة، التي تثيرها القوى السياسية والشعبية المعارضة لترشحه بدعوى غيابه التامّ عن المشهد السياسي، وعدم قدرته على إدارة شؤون الحكم.

وفي الصدد، دعت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم الإثنين، المواطنين إلى "التحلي باليقظة أكثر من أي وقت مضى" أمام محاولات "ضرب استقرار البلاد"، وذلك في كلمة لمدير الإعلام في وزارة الدفاع بوعلام ماضي، خلال افتتاحه لبرنامج النشاطات المخلدة لذكرى اليوم الوطني للشهيد (18 فبراير من كل عام) بالجزائر العاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن "ماضي" قوله: "أبناء هذا الوطن يجب أن يتحلوا أكثر من أي وقت مضى بمزيد من اليقظة والإدراك العميق لحجم التحديات".

وأضاف أن ذلك يأتي "في ظل التغيرات التي يشهدها الوضع الجيو استراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي، وما يرافقه من محاولات ضرب استقرار وأمن الجزائر".

وتزامنت تلك التصريحات مع احتجاجات ودعوات للتظاهر، تشهدها البلاد ضد إعلان ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 إبريل/ نيسان المقبل.

ومن المتوقع أن يعرض رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، الإثنين المقبل، أمام البرلمان، حصيلة العمل السنوية للحكومة، المقرر أن تشمل "إنجازات" فترة 20 سنة من حكم بوتفليقة.

ووفق وثيقة "بيان السياسة العامة للحكومة" (الحصيلة)، التي نشرتها رئاسة الوزراء الإثنين، على موقعها الإلكتروني، فقد تم - على غير العادة - تخصيص محور مستقل لذكر "الإنجازات المحققة" منذ 1999 وهو تاريخ وصول بوتفليقة للحكم.

كما جدد عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تعهدات الأخير بعقد مؤتمر توافق وطني، لإقرار إصلاحات سياسية وتغيير عميق للدستور.

وقال رئيس الحكومة الأسبق، الذي يشرف للمرة الرابعة على التوالي على الحملة الانتخابية لبوتفليقة، إن "الرئيس سيدعو مباشرة بعد الانتخابات، إلى ندوة وطنية لإثراء كل ما هو متعلق بالحياة السياسية وطبيعة النظام الجمهوري، عدا الثوابت الوطنية".

وأوضح سلال، خلال لقائه مع كوادر "اتحاد النساء الجزائريات" لحشد الدعم لصالح بوتفليقة، أن "كل القوى السياسية والمدنية في الجزائر ستكون مدعوّة للمشاركة في الندوة، دون أي إقصاء، للخروج بتوافقات مشتركة حول مستقبل البلاد".

وكان بوتفليقة قد قدم في رسالة ترشحه، التي نشرها منذ أسبوع، تعهدات بعقد مؤتمر توافق وطني وتعديل عميق للدستور، قالت مصادر خاصّة لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، إنه سيطرح للاستفتاء الشعبي في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأقر سلال بتراجع صحّة بوتفليقة، قائلاً إنه عندما جاء الرئيس الجزائري إلى الحكم، "كانت الجزائر مريضة وكان الرئيس بصحّة جيدة، اليوم الجزائر قوية وبصحّة جيدة، وهو تراجعت صحّته، وهذه حقيقة لا ننكرها".

والأربعاء الماضي، قال الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، إن الشعب لن ينساق وراء "أعداء الداخل والخارج".

وأوضح قايد صالح، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع، أن الشعب "لم ولن يكون مطيّة طيّعة بين أيدي من يعيشون على أحلام اليقظة ويتبعون الأوهام، ومن هم مستعدون للتضحية بأمن بلادهم واستقرار وطنهم في سبيل بلوغ أهدافهم، ولو كان ذلك على حساب الجزائر ومستقبل شعبها".

ولم يذكر قائد الأركان هذه الجهات، لكنه وصفهم بـ "أعداء الداخل والخارج، الذين يريدون أن يجعلوا من الجزائر وشعبها (..) رهينة لمصالحهم الضيّقة وطموحاتهم الزائفة".

وخلال الأشهر الماضية، شهدت الجزائر دعوات من الموالاة لبوتفليقة من أجل الاستمرار في الحكم، لكنّ معارضين دعوه إلى الانسحاب بدعوى عجزه عن أداء مهامّه بسبب جلطة دماغية تعرض لها في 2013، وأفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه.

وتحاول أقطاب المعارضة في البلاد التحالف لمواجهة بوتفليقة في هذه الانتخابات، التي يرى مراقبون أنها محسومة سلفاً لصالحه، بحكم الدعم الذي يحظى به من الموالاة ورجال المال ومؤسسات أخرى.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون