تتواصل عاصفة التصريحات عن نيّة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف رسمياً اليوم الأربعاء، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وآخرها تأكيدات على لسان مصادر في الإدارة الأميركية، وسط تحذيرات ودعوات للتظاهر أمام البيت الأبيض دعماً للفلسطينيين.
وذكرت "الأناضول" أن تلك التأكيدات أتت على لسان ثلاثة مصادر من الإدارة الأميركية، في تصريحات صحافية عبر الهاتف، أدلت بها لعدد من وسائل الإعلام الأميركية والأجنبية، رافضة الإفصاح عن هويتها، بسبب حساسية الموضوع.
وأوضحت المصادر أن قرار ترامب الذي اتخذه بعد التشاور مع كافة المؤسسات الأميركية الحكومية ذات العلاقة، جاء من منطلق "الاعتراف بالأمر الواقع". وأكّدت أن الخطوة "مدعومة من قبل الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)"، وأنها جاءت "تنفيذاً لوعد انتخابي قطعه".
كما لفتت المصادر إلى أن ترامب "سيواصل بقوة دعم عملية السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وقال أحد المصادر الثلاثة، "إن الرئيس سيعترف، أو سيقول إن حكومة الولايات المتحدة تعترف بأن القدس، عاصمة إسرائيل".
واستطرد قائلاً "هو يرى هذا الأمر، أو أننا نرى هذا الاعتراف بمثابة تسليم بالأمر الواقع، من ناحية الواقع التاريخي، ذلك على اعتبار أن القدس كانت عاصمة الشعب اليهودي والديانة اليهودية منذ القدم وحتى الواقع المعاصر، حيث تحوي المواقع الحكومية لوزارات الحكومة الإسرائيلية ومشرعيها ومحكمتها العليا وغيرها، منذ تأسيس إسرائيل المعاصر عام 1948"، بحسب قول المصدر.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى القدس الغربية، معلنةً إياها "عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
وأضاف ذات المصدر "الإعلان الثاني للرئيس الأميركي، سيكون توجيهه لوزارة الخارجية من أجل بدء عملية نقل السفارة من موقعها الحالي في تل أبيب إلى مكان بالقدس".
ولفت إلى أن هذا القرار لا يعني "أن نقل السفارة سيتم الأربعاء، فهذا أمر مستحيل عملياً، فهنالك ألف موظف تقريباً في السفارة بتل أبيب، وليس هنالك موقع في القدس يمكن أن يتم التحول إليه اليوم ويستطيع أن يتحمل هذا العدد".
وأضاف "لذا فإن الأمر سيتطلب بعض الوقت للعثور على موقع ومعالجة المخاوف الأمنية وتصميم بناء جديد وتمويل بناء جديد وبنائه".
ورداً على سؤال عن إمكانية نقل السفارة قبل انتهاء الولاية الأولى للرئيس الأميركي الحالي، أكّد المصدر أنه لم يحدث أن تم نقل سفارة في مدة 4 سنوات.
ومنذ إقرار الكونغرس الأميركي، عام 1995، قانوناً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأميركيون على تأجيل المصادقة على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر؛ "حفاظاً على المصالح الأميركية".
بدوره، اعتبر مصدر ثانٍ في الإدراة الأميركية، أن "ترامب يدرك الحساسية الشديدة للقدس، وهو يعتقد أنها لن تحل عبر تجاهل الحقيقة الواضحة، وهي أن القدس وطن مشرّعي إسرائيل (الكنيست)، محكمتها العليا (أعلى سلطة قضائية)، ورئيس الوزراء ولذا فهي عاصمة إسرائيل"، حسب قوله.
في المقابل، أكد أن ترامب "ملتزم بتحقيق اتفاق سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأن تأجيل الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لم يقدم شيئاً على طريق تحقيق السلام على مدى أكثر من عقدين". وأضاف "إنه مدرك أن حدود السيادة الإسرائيلية في القدس، ستخضع للاتفاق الذي تتمخض عنه مفاوضات الوضع النهائي".
إلى ذلك، رد المصدر الثالث على سؤال صحافي عمّا إذا كانت واشنطن لا تزال تعتبر الأراضي الفلسطينية محتلة من قبل اسرائيل، بالقول "القرار الذي سيعلنه الرئيس لايغير شيئاً من القضايا القانونية".
وفي سياق القرار الرسمي الذي سيعلنه ترامب اليوم، دعت منظمات أميركية إسلامية، بينها المجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية ومسلمون أميركيون من أجل فلسطين إلى تنظيم تظاهرات، الأربعاء، أمام البيت الأبيض.
كما توالت أمس ردود الفعل الشعبية والرسمية الغاضبة، على الصعيدين العربي والدولي، عقب إبلاغ ترامب، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ومسؤولين آخرين، أنّه يتّجه بالفعل نحو اتّخاذ هذا القرار. وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الأردن يعتزم الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، يومي السبت والأحد المقبلين، لبحث كيفية مواجهة تداعيات القرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي.
(العربي الجديد)