مركز دراسات: صراعات طائفية لسنوات في الشرق الأوسط

18 أكتوبر 2014
التوتر الطائفي في العراق قد يتمدد إلى المنطقة (Getty)
+ الخط -

ينذر تصاعد التوتر الطائفي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل استمرار التدهور الأمني في بعض دولها، بتغير جذري في شكل خريطتها السياسية، ما قد سيؤثر على الأوضاع الاقتصادية لبلدانها في السنوات القليلة المقبلة، بحسب دراسة حديثة.

وتعتبر دراسة نشرها مركز "أتلانتيك كاونسل" للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، اليوم السبت، أن "التوتر الطائفي، خصوصاً في العراق، سيتصاعد وسيتمدد إلى باقي منطقة الشرق الأوسط". ولفتت الدراسة إلى أن "وتيرة العنف الطائفي ستستمر إلى أجيال عدة، على غرار ما حصل في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى في أوروبا، ما قد يتطلب نحو عشر سنوات كي تنعم المنطقة بهدوء نسبي".

ويرى الباحث في الشؤون الاستراتيجية، ماثيو باروز، أنه "في أحسن الأحوال، وفي حال لم ينشب صراع طائفي على نطاق واسع، ستشهد منطقة الشرق الأوسط سيطرة أنظمة استبدادية من نوع جديد، لا تأتي نتيجة صراعات طائفية، وعلى غرار ما يتوقع أن يحصل في مصر".

وحول انعكاسات ما يعرف بالربيع العربي، ترى الدراسة أنه "خلافاً للاعتقاد السائد، ونظراً لتصاعد أعمال العنف والصراع الدموي، سيقود الربيع العربي شعوب المنطقة إلى قبول العيش في أجواء وممارسات غير ديمقراطية، وذلك لأن تبعات العنف الطائفي، ستجبر شعوب المنطقة على إعطاء خيار الاستقرار الأمني الأولوية".

اقتصاديّاً، وفي ظل الدمار الذي تخلفه الصراعات الطائفية، وتوقع تمدد سيطرة الحكم الاستبدادي في المنطقة، قد يصبح من الصعب إجراء إصلاحات اقتصادية جذرية. ويتوقع أن يفضي ذلك إلى صعوبة المباشرة بتحسين قطاعات أخرى، تتأثر بشكل مباشر بمتغيرات القطاع الاقتصادي، على الرغم من الحاجة الملحة إلى إجراء مثل تلك الإصلاحات في المرحلة المقبلة، وفقاً للدراسة.

ويشكل ملف البرنامج النووي الإيراني إحدى أهم القضايا التي ترى الدراسة أنها ستؤثر بشكل مباشر على وضع المنطقة في المرحلة المقبلة. والسيناريو المحتمل، هو التوصّل الى حلّ يرضي جميع الأطراف، ما قد يقلل من الاحتقان السني ـ الشيعي، وتعيش المنطقة هدوءاً نسبيّاً.

وتعزو الدراسة سعي طهران إلى التوصل مع دول 5+1 إلى حل ملفها النووي، إلى حاجتها الماسة في تطوير قطاعات صناعة الطاقة لديها، وغيرها من الصناعات المهمة في إيران.

وفي السياق ذاته، يقول باورز إن "الحظر الاقتصادي المفروض على طهران، دفع الأخيرة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار". ويضيف أن "استخدام الجزرة والعصا، أثبت أنه وسيلة ناجعة لإجبار إيران على التوقف عن دعمها جماعات إرهابية متطرفة".