أعلن فريق التدخل الميداني التابع للهلال الأحمر في حلب، اليوم الأحد، أنه قام، بعد التوافق مع أطراف النزاع، بنقل مجموعة من الأدوية النفسية والعصبية من مناطق سيطرة النظام في حلب إلى مناطق المعارضة، وذلك في خطوة إسعافية لمصابي الأمراض العصبية والنفسية الذين يعانون عدم توافر الأدوية.
وأوضح الفريق أن هذه العملية تمت عن طريق المعبر الإنساني "بستان القصر- المشارقة"، حيث تم نقل الأدوية عبر فريق الهلال الأحمر هناك إلى كل من منطقتي نبل والزهراء، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة، إضافة إلى مشفى الأمراض النفسية الكائن في منطقة إعزاز، الذي يعمل على تقديم الاستشارات والرعاية الطبية النفسية والأدوية والأنشطة الترفيهية العلاجية لعشرات المرضى المقيمين فيه، ضمن إمكانيات محدودة.
وتخلو الكثير من الصيدليات في سورية من بعض الأصناف الدوائية المخصصة لعلاج الأمراض العصبية والنفسية، ويعاني المرضى من مشقة البحث الدوري عن العلاج، للحصول عليه بأي وسيلة كانت، ما يضطر البعض إلى السفر أو دفع تكاليف عالية في سبيل الحصول عليه من مدينة أخرى أو من السوق السوداء.
ورغم ذلك لا يحصل الكثيرون على أدويتهم، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية سوءا. وتعد المناطق المحاصرة ومناطق الصراع الأسوأ حظا في توفر هذه الأدوية.
اقرأ أيضا سورية: هجرة الأطباء وعودة الأمراض القاتلة
أم أحمد، باتت تدفع 300 دولار كل مرة للحصول على علبتين من الدواء "مضاد اختلاج" من لبنان، لابنها الأصغر الذي يعاني من الصرع، تقول "لا يتوفر لدينا ثمنه في كثير من الأحيان، لم يتناول الدواء بشكل منتظم منذ سنتين، زاد عدد النوبات التي تصيبه من نوبة كل عدة أشهر إلى نوبة في كل أسبوع".
وأوضح الهلال الأحمر أنّ الأدوية التي تم إدخالها تتنوع بين الأدوية العصبية ومضادات الاختلاج وشرابات الأطفال، وأنها مقدمة من منظمة الصحة العالمية.
اقرأ أيضا: انهيار صناعة الأدوية: محنة المرض تقتل السوريين
وأشار عبدالله، وهو صيدلاني من حلب "يلجأ إلينا الكثير من الحالات الصعبة، التي لم تتلق العلاج منذ أشهر. الصنف الوطني من الدواء لم يعد متوفرا، نوجههم إلى ضرورة شراء الدواء من دولة أخرى، لكن الكثيرين لا يملكون ربع ثمن الدواء الأجنبي، وللأسف الكثير من الأدوية المقطوعة لا يتوفر لها بدائل في السوق المحلية".
وأضاف عبدالله "تقوم عدد من الشركات الدوائية باستيراد قانوني لهذه الأدوية وطرحها في السوق المحلية، لكنها لا توزّع في جميع المناطق بسبب مخاطر النقل، وحوادث الاستيلاء الكثيرة على شحنات أدوية، والتي تمت على الطرق من قبل حواجز النظام والمعارضة، وبما أن هذا النوع من الأدوية هو كنز ثمين بالنسبة للفصائل العسكرية، كونها تحتوي على المهدئات، فلا تغامر هذه المستودعات والشركات بتوزيعها في مناطق كحلب وإدلب ودير الزور".
اقرأ أيضا: نقص الأدوية يهدد ملايين السوريين