ويشتكي مرضى السرطان والأورام في القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الثالث عشر من شح الأدوية والمستهلكات الطبية المتوفرة في مشافي غزة، والتي تتزامن مع منع العلاج في الخارج نتيجة للرفض الأمني الإسرائيلي.
ويتوافد مرضى السرطان رفقة ذويهم أسبوعياً على المستشفى الوحيد الذي يقدم الرعاية الخاصة في غزة، مع آمال كثيرة بأن يكون الدواء متوفراً كي يكتمل برتوكول العلاج. ويقول جهاد مصطفى لـ"العربي الجديد"، إن "شح الأدوية واضح في المستشفى، والتي تفضل منحه للحالات الأكثر صعوبة، فضلا عن عدم توفره للشراء من أي مكان خارج المستشفى".
وأضاف أن ابنه يحتاج إلى حقنة مناعة بعد أن انخفضت مناعته إلى درجة الصفر، "لكن الصيدلاني في المشفى أخبرني باستحالة صرفها حالياً نظراً لقلة المتوفر منها، ووجود حالات انخفضت مناعتهم إلى درجة أقل من الصفر".
ويواجه المريض جبريل أبو جهل الذي يعاني من سرطان الدم، نفس الأزمة في الحصول على الدواء، إذ انقطعت الأدوية لمدة تزيد عن 45 يوماً عن المستشفى بفعل الأزمة الدوائية، ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "غياب الأدوية عن المستشفيات يتسبب بأزمة حقيقة للمرضى الذين يعانون من صعوبات كثيرة في الحصول على تحويلات للعلاج في الخارج".
وأشار إلى أنه "لا يمكن شراء الأدوية من الصيدليات في غزة، كونها غير متوفرة، بالإضافة لمنع جلبها من الضفة الغربية المحتلة، أو حتى من إسرائيل، وهو ما يضطر المرضى للانتظار حتى توفرها في المستشفيات الحكومية".
بدوره، يؤكد مدير مستشفى الرنتيسي، محمد أبو سلمية، أن "هناك نقصاً حاداً في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، والأمر يدفع نحو تحويلهم للعلاج في الخارج نظراً للأزمة التي تعصف بالقطاع الصحي في غزة".
وبين أبو سلمية لـ"العربي الجديد"، أن "55 في المائة من المرضى الذين يتم تحويلهم للعلاج في الخارج يرفض الاحتلال الإسرائيلي السماح لهم بالسفر، أو يتم تعطيل تحويلاتهم عبر رفض سفر مرافق معه. وقف السلطة الفلسطينية للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية ألحق ضرراً بالمرضى الذين يتلقون العلاج هناك، خصوصاً مع صعوبة تلقيهم العلاج في مشافي الضفة الغربية أو القدس المحتلة لعدم توفر البرتوكول العلاجي".
وأوضح أنه "يتم اكتشاف ما بين 90 إلى 120 حالة إصابة جديدة بالسرطان شهرياً في القطاع، بمعدل يتجاوز 1800 حالة سنوياً، حيث شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المرضى مقارنة بالسنوات الماضية".
ويقول مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة، منير البرش، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 70 في المائة من الأدوية الأساسية الخاصة بمرضى السرطان والأورام غير متوفرة، والأمر ينعكس بالسلب على البرتوكول العلاجي المقدم للمرضى".
ويلفت البرش إلى أن "منع مرضى السرطان من السفر لتلقى العلاج في الخارج ينذر بمضاعفات خطيرة، خصوصاً مع صعوبة الانتظار بغزة، وشح الأدوية والمستهلكات الطبية المتوفرة في القطاع الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي".
ويتهم البرش السلطة الفلسطينية بـ"العنصرية" في ملف العلاج بالخارج، خصوصاً فيما يتعلق بتحويل مرضى السرطان في غزة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية، وعدم تحويلهم للمشافي الإسرائيلية إلا في حالات نادرة.