مرضى الإيدز في أفريقيا الوسطى محرومون من الرعاية الصحية

18 يوليو 2016
يعاني المرضى من قلة الرعاية (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -
حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تداعيات نقص الرعاية الصحية لمرضى الإيدز في جمهورية أفريقيا الوسطى، إذ لا يحصل سوى 18 بالمائة من مصابي نقص المناعة المكتسبة على مضادات الفيروسات القهقرية، مشيرة إلى عواقب استمرار النزاع على الأشخاص الذين ينقطع نظامهم العلاجي أو يعجزون عن متابعته.

وكشفت المنظمة، في تقرير صادر عنها، اليوم الاثنين، أن معظم سكان جمهورية أفريقيا الوسطى يعانون من الحرمان من الرعاية الصحية، ولكنّ الوضع أشدّ صعوبةً بالنسبة لمصابي نقص المناعة المكتسبة الذين يحتاجون إلى علاجٍ يوميّ مستمرّ مدى الحياة. فالذين أجبرهم العنف على النزوح لا يعرفون كيف يستطيعون استئناف العلاج، وفي حال توفّرت مراكز العلاج فهي مكلفةٌ والطريق إليها محفوفةٌ بالمخاطر، لذلك ليس من السهل السفر إليها لإحضار الدواء بشكلٍ منتظم.

وقالت الدكتورة كريستين بيمانشا مبومبو، مسؤولة الإحالة الطبية في منظمة "أطباء بلا حدود": "لقد اختبرت الكثير من الأوضاع الصعبة على امتداد فترة عملي مع المنظمة، ولكنّ هذا لم يمنعني من الإصابة بالصدمة عندما بدأت العمل في مشروع نقص المناعة المكتسبة في بانغوي، فمن غير المعقول أنّ الناس ما زالوا يموتون بسبب الإيدز حتّى يومنا هذا".

ولفتت إلى أن 40 بالمائة من مجمل المرضى الذين تمّ إدخالهم جناح الطبّ الداخلي والمختبر في المستشفى العام الكبير الذي تدعمه المنظمة، مصابون بنقص المناعة المكتسبة، وأن هذا الداء وراء 20 بالمائة من الوفيات، على الرغم من تمتّع البلاد بمعدل انتشار منخفض للفيروس.

وأوضحت كريستين أن معظم المرضى الذين تتم معالجتهم قد بلغوا المرحلة الثالثة أو الرابعة من المرض، وهم مصابون بالتهاباتٍ انتهازية خطيرة لا يصاب بها من يأخذون مضادات الفيروسات القهقرية إلا نادراً، كمرضى السلّ، والتهاب السحايا وورم كابوسي اللحمي.



وقالت المتحدثة "نستقبل اليوم أكثر من 100 مريض شهرياً، وهو ما يفوق طاقتنا بشكل كبير. ونتيجة لذلك لا يستطيع المرضى البقاء أكثر من 4 أو 5 أيام في المستشفى لإفساح المجال أمام المرضى الآخرين، حتّى لو كانوا في مرحلة شديدة من المرض ويحتاجون إلى الاستشفاء لمدّة أسبوعين على الأقلّ. لذلك نقوم بزيادة سعة المشروع إلى 40 سريراً، من ضمنها 10 أسرّة في وحدة الرعاية المركّزة".

وحسب تقرير المنظمة، فإن نصف المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس، فوصمة العار المرتبطة بالمرض شديدةٌ، إلى درجة أنّ المصابين الذي يُكشف عن مرضهم يُعاملون كأنّهم طفيليات في المجتمع، وهم منبوذون من قبل الجميع.

وحسب شهادة الدكتورة كرسيتين، فإنه يصعب إخبار المرضى بإصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة. "ويمكنني القول إنّ نسبةً تتراوح بين 5 و10 بالمائة من المرضى الذين قمنا بتشخيص إصابتهم مؤخراً ينكرون تماماً ما نقوله لهم، وبالأخصّ الأكثر تعليماً بينهم. وهكذا يقبل بعض المرضى علاج الالتهابات الانتهازية، ولكنهم يرفضون أخذ مضادات الفيروسات القهقرية التي ستحافظ على استقرار فيروس نقص المناعة المكتسبة في أجسامهم، وتقيهم من اشتداد المرض. وقد بلغ معدّل إعادة إدخال المرضى إلى المستشفى الشهر الماضي 5 بالمائة".

وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة بين البالغين في جمهورية أفريقيا الوسطى تبلغ 4.3 بالمائة في عموم البلاد، و7.7 بالمائة في بانغوي. وهناك تقديرات بأنّ 140.000 شخص مصابون بهذا الفيروس في البلاد.

 

المساهمون