وقال مسؤول في قسم الرقابة الصحية بوزارة الصحة، جمال الزيدي، لـ"العربي الجديد": "قدّمنا تقارير عديدة عن انتشار المراكز الخاصة بالتدليك والوشم في عموم مناطق العاصمة بغداد، والتي تعمل بطريقة غير مرخصة من قبل وزارة الصحة، كما أنّها تعدّ أماكن مشبوهة وغير أخلاقية".
وأكد أنّ "قسم الرقابة الصحية أصدر قرارا بإغلاق الكثير من تلك المراكز في عدد من المناطق، كما يجري إحصاء ومتابعة للمراكز الأخرى في كافة مناطق بغداد، والتي يقدر عددها بالمئات"، مبينا أنّ "الفرق الصحية استطاعت غلق عدد من تلك المراكز، لكنّها لم تستطع إغلاق المراكز الكبيرة في المدينة، وحتى القوات الأمنية لم تتعاون مع فرق الرقابة"، ملمّحاً بذلك إلى حصول هذه المراكز على دعم من جهات نافذة.
وأضاف أنّ "تلك المراكز على الرغم من تأثيرها السلبي على صحة المواطنين، وما تنشره من أمراض من خلال استعمال المواد الملوثة، مازالت مستمرة بعملها، وقد عجزت الوزارة عن إغلاقها"، مناشدا الجهات الحكومية "التدخل وتقديم الدعم للوزارة لإغلاق المراكز وإنقاذ الشباب من الأمراض التي تنقلها لهم".
وانتشرت في بغداد، في الآونة الأخيرة بشكل لافت، مراكز للتدليك والوشم.
وحول هوية هذه الجهات، والأسباب التي تقف وراء دعمها لهذه المراكز، يكشف عضو في نقابة الأطباء العراقيين، يرفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، أنّ "تلك المراكز مرتبطة بجهات سياسية وحزبية، إذ إنّ تلك الجهات توفر الحماية والدعم الكامل لها، وتمنع الفرق الصحية من إغلاقها".
ويتابع أنّ "شخصيات في تيار الحكمة ومنظمة بدر، والمجلس الأعلى هي التي توفر الحماية لتلك المراكز وتمنع إغلاقها"، مرجحا، أنّ "تكون تلك الشخصيات متعاملة مع أصحاب تلك المراكز ومستفيدة ماديا منها، أو قد تكون لها شراكة فيها، ولهذا فهي تدافع عنها مستخدمة سلطتها ونفوذها في الدولة".
ووصل المصدر إلى حدّ التحذير من أن "تلك المراكز أصبحت أماكن خطيرة في بغداد، وأنّها تسببت بتلوث صحي ونشر عدة أمراض منها الإيدز"، مبينا أنّ "منع الفرق من إغلاقها وعدم توفير الدعم الأمني للفرق، يعد جريمة يجب أن يحاسب عليها القانون"، داعياً إلى "فتح تحقيق بذلك لكشف تلك الجهات التي تعد مشاركة بنشر تلك الأمراض".
ويجري الحديث في بغداد عن تقديم تلك المراكز خدمات غير أخلاقية لزبائنها، من خلال العمل في الدعارة وتوفير أماكن خاصة لها.
ويقول الشاب أحمد لـ"العربي الجديد"، "ذهبت مع مجموعة مع أصدقائي لمركز للتدليك في بغداد، لكننا فوجئنا بتقديم المركز عروضا غير أخلاقية من قبل إدارته"، مبينا أنّ "المركز يتستر بعمل التدليك والوشم، في حين أنّ عمله الحقيقي غير أخلاقي". ولم يعتد المجتمع العراقي على هذه المراكز، ويعتبرها مسيئة للمجتمع، منتقدين انتشارها في المناطق السكنية.