لا تزال ارتدادات المراسلات التي قام بها مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية، معاف فاردي، من أمام وزارة الداخلية التونسية في الشارع الرئيسي بالعاصمة، ومن أمام منزل الشهيد المهندس محمد الزواري الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في محافظة صفاقس (الجنوب التونسي)، مستمرة.
وفي هذا الإطار، عقد وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب، مؤتمراً صحافياً، أمس، استعرض فيه أطوار جريمة اغتيال المهندس التونسي، محمد الزواري.
وأكّد مجدوب أنّ الجريمة منظمة، قد يكون قام بها جهاز أجنبي عن طريق أجنبيين أحدهما من أصول عربية، وعشرة مواطنين تونسيين.
وبيّن الوزير أن فاردي قدِم إلى تونس يوم السبت 17 ديسمبر/كانون الأول عند الساعة الحادية عشرة ونصف، على متن طائرة قادمة من العاصمة الإيطالية روما، ودخل إلى تونس بجواز سفر ألماني، ويحمل صفة كاتب ولا يحمل صفة صحافي.
كما أشار إلى أنه لم يتمّ طلب أي ترخيص من قبل القناة أو الصحافي، لكنه أكد أنه تمّ استقبال مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية في تونس من طرف ستة أفراد يخضعون للتحقيق الآن، موضحاً أنّهم اصطحبوه بمجرد وصوله إلى تونس في سيارة خاصة إلى مدينة صفاقس (300 كيلومتر عن العاصمة التونسية).
وقام فاردي بإعداد بتقرير من أمام منزل الشهيد محمد الزواري، وكان يقدم نفسه بصفتين مختلفتين، الأولى كصحافي في قناة "بي بي سي" البريطانية، والثانية كصحافي في قناة "زيد إف" الألمانية، فيما كان يتكلم بالإنكليزية ويتولى الترجمة له الموقوفون التونسيون.
بعد إجراء تحقيق صحافي في صفاقس، توجه فاردي إلى العاصمة التونسية من جديد، في نفس اليوم، ووصلها عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ليقضي ليلته في أحد النزل التونسية، وغادره في الساعة السابعة صباحاً، ليقوم بتسجيل فيديو في الشارع الرئيسي بالعاصمة التونسية لمدة دقيقة بجهاز كاميرا عادي "كأيّ سائح"، حتى لا يثير الانتباه والريبة. وتولت القناة العاشرة الإسرائيلية بثه فيما بعد، ولم يتمّ بثه مباشرة.
وغادر فاردي، بعد ذلك، تونس ولم يتم عرض ما صوّره إلا بعد مغادرته التراب التونسي.
كما لم ينفِ وزير الداخلية التونسي وجود تقصير في حالة مراسل القناة "العاشرة" الإسرائيليّة.