مذكرة تفاهم لترميم مسجد الطنبغا المارداني بالقاهرة

03 يونيو 2018
يعود تاريخ إنشاء المسجد إلى سنة 739هـ/ 1339 (فيسبوك)
+ الخط -
وقعت، قبل أيام، وزارة الآثار المصرية  مع مؤسسة "آغا خان" للخدمات الثقافية مذكرةَ تفاهم لترميم جامع الطنبغا المارداني بالقاهرة، والذي يحمل أثرا إسلاميا رقم 120. وقال الدكتور خالد عناني، وزير الآثار: "إن المذكرة تأتي في إطار خطة الوزارة لتطوير وترميم آثار القاهرة التاريخية، بما يتناسب مع أهميّتها الأثرية والعالمية، وذلك بتمويل مشارك من الاتحاد الأوروبي".

يعود تاريخ إنشاء المسجد إلى سنة 739هـ/ 1339م، ويقع في شارع باب الوزير بحي درب التبانة بمنطقة الدرب الأحمر العامرة بعشرات الكنوز الأثرية الإسلامية. وبالرغم من حجمه غير الكبير إلا أنه حظي بشهرة كبيرة في التاريخ.

وقد بني المسجد على نمط الجوامع الكبيرة، وتبلغ مساحته 450 متراً مربعاً (20م×22.5)، ويتوسطه صحن تحيطه أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وللمسجد ثلاثة أبواب. وتتوسط الصحن نافورة مثمنة (ثمانية الأضلاع)، رخامية. وواجهة الرواق الشمالي مغطاة برخام جميل نقش عليه تاريخ الإنشاء. وباقي أجزاء حائط القبلة مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف. وتوجد على يسار المدخل مِئذنة مكونة من ثلاث دورات، وللمسجد قبة بثمانية أعمدة غرانيتية تسبق المحراب. وكان جامع الطنبغا المارداني يعج بجمع غفير من طلبة العلم حتى مطلع القرن العشرين.

وصاحب المسجد هو الأمير المملوكي علاء الدين الطنبغا عبد الله المارداني، له ذكر في كتب التاريخ، وقد ورد اسمه مبدوءاً بألف قطع (ألطنبغا)، فقال عنه ابن تغري بردي صاحب كتاب النجوم الزاهرة حين ذكر أن وفاته كانت من أحداث سنة (744هـ - 1343م): وتوفّى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله المارداني الناصريّ الساقي نائب حلب بها. وكان ألطنبغا أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون وخاصّكيّته، وأحد من شغف بمحبته ورقّاه فى مدّة يسيرة، حتّى جعله أمير مائة ومقدّم ألف، وزوّجه بابنته... إلى أن ولى نيابة حماة، ثم حلب بعد الأمير طقزدمر فباشر نيابة حلب نصف سنة، وتوفّى ولم يبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة. وكان أميراً شابّا لطيف الذات، حسن الشكل، كريم الأخلاق مشهوراً بالشجاعة والكرم. وهو صاحب الجامع المعروف به خارج باب زويلة".


المدخل الشمالي هو المدخل الرئيسي وهو بارز عن الواجهة مكسو بالرخام الملون الملبس في الحجر، وعلى يسار هذا المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة. محراب الجامع يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، وقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة، ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الغرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج. وكانت بعض هذه الحشوات قد سرقت أواخر القرن 19، كانت حوالي أربعين حشوة من حشوات المنبر قد سُرقت منه في أوائل السبعينيات من القرن 19 وتسربت إلى أوربا وعثر عليها بالصدفة أحد أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية لدى أحد تجار الآثار بالقاهرة سنة 1901 واشترتها اللجنة واعادت تركيبها في مواضعها بالمنبر.

وكان ناشطون قد نشروا في الفترة الماضية لقطات للإهمال الذي كان يعاني منه هذا المسجد العريق، والذي تعرض لسرقة محتوياته ونهبها، مثل حشوات المنبر المعروضة في المتاحف العالمية وصالات العرض لبيعها.
المساهمون