تعد مدينة قسنطينة، هذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ، وجهة سياحية مجهولة في العالم العربي. هي، بلا شك واحدة من أعجب المدن التي يمكن زيارتها في الجزائر، ليس فقط لما تتمتع به من جمال أخاذ ومن مناظر لجسور معلقة في الهواء متحدية "وادي الرمال" تحتها، إنّما أيضاً بتاريخها الممتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، فهي تعد مركزاً حضارياً هاماً تمتزج فيه المناهل الثقافية والإنسانية لتصنع هوية جديدة وخاصة.
فعلياً، يعود تأسيس مدينة قسنطينة إلى العهد النوميدي، أي إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت آنذاك عاصمة حكم الملك النوميدي "سيفاكس"، وعرفت باسم "سيرتا"، وهو الاسم الذي ما زال متداولاً لها في الشارع الجزائري.
بعد سيفاكس حكمها الملك الأمازيغي "ماسينيسا"، وتحوّلت إلى مركز تجاري وإلى نقطة إشعاع ثقافي. لكن مع تولي يوغرطة الحكم، تحوّلت المدينة إلى نقطة نزاع بين النوميديين والرومان الذين استطاعوا أن يبسطوا نفوذهم عليها في العام 308 ميلادي، ليمنحها الملك قسطنطين اسمه وتصبح منذ ذلك الحين، "قسطنطينا". ومن هذه الكلمة استمدت اسمها الحالي، "قسنطينة"، وقد دخلتها الحضارة الإسلامية في القرن السابع، فحكمها الأمويون والعباسيون، ثم العثمانيون في القرن السادس عشر.
هذا الزخم الحضاري لم يكن ليعبر من دون أن يترك أثراً كبيراً في هذه المدينة، إذ أصبحت مركزاً لتناغم كل هذه المشارب التي ما زالت آثارها موجودة على أرض الواقع من خلال القصور والأطلال والعادات والتقاليد المنتشرة في أرجائها.
لكن أهم ما يميزها من دون أدنى شك، هو جسورها التي بنيت لتسهيل التنقل بين أطراف المدينة المبنية على الصخور، والذي بلغ عددها سبعة، أشهرها وأكبرها هو جسر "سيدي راشد" الذي يحتوي على 27 قوساً ويبلغ طوله 447 متراً، بني في العام 1912، ويعد أكبر جسر حجري في العالم. كما نجد جسر "باب القنطرة" الذي بني في العام 1792، ولكنّ بناءه الأساسي تعرض للهدم في عهد الاستعمار الفرنسي الذي بنى جسراً غيره يبدو أكثر حداثة وأقل تناغماً مع بقية الجسور في العام 1863.
أما جسر "ملاح سليمان" فهو أقصر من البقية، إذ يبلغ طوله 15 متراً فقط. ولا يمكن للسيارات عبوره لأنّه مخصص للمشاة. كما نجد في قسنطينة ثلاثة جسور أخرى هي: جسر الشيطان، وجسر مجازن الغنم وجسر الشلالات، وقد عُرف الأخير بهذا الاسم تبعاً لمرور مياه وادي الرمال من تحته. كما تحتوي المدينة على معالم سياحية أخرى منها ضريح لوليوس، وحمامات القصير وضريح ماسينيسا، وكهف الدببة الذي يعود لعصور ما قبل التاريخ.
ومهما تحدّث الرواة عن هذه المدينة، التي لها جاذبية خاصة جداً، ومهما وصفها الشعراء والأدباء، أو حتى رسمها الفنانون بأبهى اللوحات وأغناها، يبقى أنّه لا يمكن لأحد أن يعرف سرّها الحقيقي، إلاّ إذا زارها ورأى بنفسه هيبتها التي تمتد جسراً ثامناً بين تاريخ مجهول وماض ممزوج بالحروب والثورات والانتصارات ومستقبل واعد.
فعلياً، يعود تأسيس مدينة قسنطينة إلى العهد النوميدي، أي إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت آنذاك عاصمة حكم الملك النوميدي "سيفاكس"، وعرفت باسم "سيرتا"، وهو الاسم الذي ما زال متداولاً لها في الشارع الجزائري.
بعد سيفاكس حكمها الملك الأمازيغي "ماسينيسا"، وتحوّلت إلى مركز تجاري وإلى نقطة إشعاع ثقافي. لكن مع تولي يوغرطة الحكم، تحوّلت المدينة إلى نقطة نزاع بين النوميديين والرومان الذين استطاعوا أن يبسطوا نفوذهم عليها في العام 308 ميلادي، ليمنحها الملك قسطنطين اسمه وتصبح منذ ذلك الحين، "قسطنطينا". ومن هذه الكلمة استمدت اسمها الحالي، "قسنطينة"، وقد دخلتها الحضارة الإسلامية في القرن السابع، فحكمها الأمويون والعباسيون، ثم العثمانيون في القرن السادس عشر.
هذا الزخم الحضاري لم يكن ليعبر من دون أن يترك أثراً كبيراً في هذه المدينة، إذ أصبحت مركزاً لتناغم كل هذه المشارب التي ما زالت آثارها موجودة على أرض الواقع من خلال القصور والأطلال والعادات والتقاليد المنتشرة في أرجائها.
لكن أهم ما يميزها من دون أدنى شك، هو جسورها التي بنيت لتسهيل التنقل بين أطراف المدينة المبنية على الصخور، والذي بلغ عددها سبعة، أشهرها وأكبرها هو جسر "سيدي راشد" الذي يحتوي على 27 قوساً ويبلغ طوله 447 متراً، بني في العام 1912، ويعد أكبر جسر حجري في العالم. كما نجد جسر "باب القنطرة" الذي بني في العام 1792، ولكنّ بناءه الأساسي تعرض للهدم في عهد الاستعمار الفرنسي الذي بنى جسراً غيره يبدو أكثر حداثة وأقل تناغماً مع بقية الجسور في العام 1863.
أما جسر "ملاح سليمان" فهو أقصر من البقية، إذ يبلغ طوله 15 متراً فقط. ولا يمكن للسيارات عبوره لأنّه مخصص للمشاة. كما نجد في قسنطينة ثلاثة جسور أخرى هي: جسر الشيطان، وجسر مجازن الغنم وجسر الشلالات، وقد عُرف الأخير بهذا الاسم تبعاً لمرور مياه وادي الرمال من تحته. كما تحتوي المدينة على معالم سياحية أخرى منها ضريح لوليوس، وحمامات القصير وضريح ماسينيسا، وكهف الدببة الذي يعود لعصور ما قبل التاريخ.
ومهما تحدّث الرواة عن هذه المدينة، التي لها جاذبية خاصة جداً، ومهما وصفها الشعراء والأدباء، أو حتى رسمها الفنانون بأبهى اللوحات وأغناها، يبقى أنّه لا يمكن لأحد أن يعرف سرّها الحقيقي، إلاّ إذا زارها ورأى بنفسه هيبتها التي تمتد جسراً ثامناً بين تاريخ مجهول وماض ممزوج بالحروب والثورات والانتصارات ومستقبل واعد.