قال مدير ميناء الدوحة والرويس القطري، حسين المقيف، إن سفناً تحمل مواد بناء رست في ميناء حمد وجارٍ تفريغها تمهيدا لشحنها لمواقع المشروعات المختلفة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" أنه لأول مرة تصل الميناء سفينتان تحملان مادة البوتمين المستخدم في الاسفلت.
وكانت قطر تستورد البوتمين من البحرين قبل فرض الحصار السعودي الإماراتي البحريني عليها في 5 يونيو.
وكشف المقيف عن وصول مركب لميناءَ حمد يحمل آلاف الأطنان من الأسمنت قادمة من إيران لتلبية احتياجات السوق المحلية، سواء لأغراض البناء والتشييد أو لمشروعات البنية التحتية التي تعد مادة الاسمنت أحد أبرز مكوناتها.
وكانت وسائل إعلام محسوبة على دول الحصار قد زعمت مرات أن نقص مواد البناء يهدد المشروعات القطرية خاصة المرتبطة بكأس العالم 2022 وذلك بعد إغلاق السعودية الطريق البري الوحيد الذي كانت قطر تستورد معظم مواد البناء من خلاله.
وفيما يتعلق بمواد البناء كالزلط والرمال وغيره قال المقيف إن قطر تمتلك مناجم من مواد البناء الخام داخل سلطنة عُمان، كما تمتلك كسارات وأجهزة لتحويل المناجم إلى مواد بناء، مشيراً إلى أن قطر كانت قبل الحصار تستورد بعض هذه المواد من الإمارات وسلطنة عُمان، إلا أنه بعد الحصار يتم الاستيراد من عُمان وبكميات تكفي احتياجات السوق المحلية كاملاً.
وفيما يتعلق باستيراد المواد الغذائية قال مدير ميناء الدوحة، إن الميناء يستقبل يومياً عشرات الحاويات والسفن المحملة بالمواد الغذائية، وأن الميناء جاهز لاستقبال هذه المنتجات، حيث يمتلك ما بين 1500 و2000 نقطة استقبال وحاوية مبردة.
وقال إن ميناء حمد استقبل قبل 12 يوماً أول سفينة تركية قادمة من مدينة أزمير وعليها 4 آلاف طن من المواد الغذائية.
ولفت إلى أن ميناء حمد يصنف على أنه ميناء عالمي يمكنه استقبال كل الحاويات العملاقة القادمة من كل دول العالم، وأن لديه الإمكانيات الفنية لاستقبال أي حاوية مهما كان حجمها وقدرتها الاستيعابية.
وقال إن استثمارات المرحلة الأولى لميناء حمد بلغت 27 مليار ريال قطري ما يعادل 7.4 مليارات دولار، وأنه جارٍ تنفيذ المرحلة الثانية للميناء لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 6 ملايين حاوية مقابل مليوني حاوية حالياً، كما أن ميناء حمد لديه محطات لاستقبال البضائع العامة والسيارات وسفن الإمداد وسفن الصب.
ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الأسواق التي يتم استيراد الواردات القطرية منها، قال إنه عقب فرض الحصار على قطر تم تنويع المناشئ عبر إبرام اتفاقيات تجارية وشراكات جديدة، مشيراً إلى أن هذه الشراكات تشمل دولاً بشرق آسيا كالهند والصين وسنغافورة، ودولاً بشرق أوروبا وشرق أفريقيا وأميركا، وأنه جارٍ استقبال حاويات من مناطق أخرى.
وحول الموانئ التي تم استبدالها بجبل علي الإماراتي ومدى قدرة قطر على استقبال سفن من دول المنشأ مباشرة لميناء حمد دون ميناء وسيط، قال إننا نعمل حالياً على خطة يتم من خلالها تسيير الحاويات المحملة بالواردات القطرية مباشرة من دولة المنشأ لميناء حمد ، وأكد أنه بشكل مؤقت وعقب فرض الحصار تم استبدال جبل علي بموانئ وسيطة من أبرزها صلالة وصحارى بعمان، وميناءين بالهند منهما ميناء موندرا، كما نبحث إضافة موانئ في دول أخرى.
وأضاف أن قطر تستورد نحو 30% من وارداتها بشكل مباشر والباقي عبر موانئ وسيطة، وأن الخطة تستهدف زيادة النسبة إلى 100% بحيث يتم الاستغناء عن الموانئ الوسيطة.
من جهته قال مدير عمليات ميناء حمد ، القبطان عمر الخياط، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" إن الميناء يستقبل نحو 40 ألف حاوية مكافئة تحوي كل السلع من مواد غذائية وسيارات ومواد بناء وكل احتياجات السوق المحلية.
وأضاف أنه مع تنويع الشراكات التجارية لقطر عقب الحصار فإن الحاويات العملاقة تتدفق من عشرات الأسواق العالمية خاصة من دول شرق أسيا.