مدرّس يغتصب 20 طفلاً في صفاقس: التونسيون الغاضبون يوجّهون التهم للسلطات

13 مارس 2019
غضب تونسي مستمر (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -
نزل تصريح ممثل النيابة العامة بمحافظة صفاقس (الجنوب التونسي)، بإلقاء القبض على مدرس بتهمة اغتصاب 20 طفلاً، نزولَ الصاعقة على التونسيين الذين لم يستوعبوا بعد ما حصل في أحد المستشفيات الرسمية من إهمال تسبب في وفاة 12 رضيعاً.

وعبّر التونسيون في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم وحيرتهم، كما قام بعضهم الآخر بمحاولة توظيف المسألة لتبادل التهم مع خصومهم السياسيين وتحميل الإعلام جزءًا من المسؤولية.

وتسيطر حالة من الغضب والحيرة على الكثير من التونسيين الذين يكادون يجمعون على أن الوضع الذي تعيشه تونس صعب على كل المستويات، وأن على الأطراف الحاكمة إثبات جدارتها بتولي هذه المسؤولية أو التخلي عنها في أسرع وقت "حتى لا يعم الدمار".

وتساءلت الإعلامية ريم شاكر الرقيق: "نحن في أرذل اللحظات... ما هذا الذي يحصل؟ أين المفر؟ فساد، اغتصاب، تهريب، تحرش، قتل، رشوة، هم أزرق... لماذا أصبحنا هكذا؟". كما شاركتها الإعلامية اعتدال المجبري في الحيرة والغضب التي حمّلت السلطة الحاكمة المسؤولية لغياب رؤية واضحة ومشروع وطني واضح، فقالت: "أطفال يقتلون ويغتصبون ويشردون ويتسربون من المدرسة ويتم سجنهم في ثكنات... هل هناك أكثر من هذه المؤشرات على إفلاسكم؟".

حالة الحيرة والوجع مما يحصل في تونس عبّر عنها الناشط في قطاع الشباب نجد الخلفاوي الذي كتب "اعتداءات جنسية بالجملة على الأطفال، موت أو قتل أكثر من 12 رضيعاً، مدارس (قرآنية) بدون رخص أو حتى شبه صفة، قطاع النقل يعاني، التعليم يحتضر، اقتصاد متدهور (...) والحكومات تتعاقب والأوجاع تتواصل وتتعمق".

البعض الآخر من التونسيين حاول توظيف قضية المدرس للتهجم على الإعلام بحجّة أنه لم يبدِ نفس الحماس الذي أبداه عندما تعلّق باستغلال أطفال في مدرسة قرآنية، فكتب الإعلامي حاتم البوبكري موجهاً الاتهام بالصمت لبعض الأسماء الإعلامية المعروفة بمواقفها ضد التيار الإسلامي في تونس: "عشرون طفلاً تعرضوا للاغتصاب من طرف معلم (مدرس) في صفاقس: أين حمزة البلومي؟ أين مايا؟ أين لعماري وصاحب الفراشة؟ اختصاكم الرقاب أكهو (فقط)؟".

رأي البوبكري شاركه فيه الناشط الإسلامي نورالدين العويديدي الذي كتب: "يؤرقني السؤال عن أسباب ازدواجية المعايير في إعلامنا وبين طبقتنا السياسية والمثقفة.. لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تعلق الأمر بغلط صغير يقع في مدرسة قرآنية أو من جمعية خيرية إسلامية ولا تقع الهوجة ذاتها إذا وقع الخطأ مضاعفا أضعافا كثيرة في مدرسة غير قرآنية أو في جمعية غير إسلامية؟".

وأضاف: "إعلامنا حتى الآن هادئ رصين وحكومتنا عاقلة مهذبة غير غاضبة ولا مسعورة.. لا بلاطوات صاخبة.. لا إقالات للوالي ولا للمعتمد.. مع أن الكارثة مضاعفة 10 مرات عما حصل في مكان آخر رأينا كل شيء يقف حتى يتم الهجوم وتغلق المدرسة".

وطالب كثيرون بتحرك الحكومة في قضية الاغتصاب. وقال الإعلامي جمال الحسناوي: "أليس غريبا أن لا نسمع أي صوت لوزير التربية ولا حتى أي بلاغ لوزارة التربية حول ما حصل في مدرسة صفاقس؟ أم أن هذه المدرسة خارج سيطرة وزارة التربية؟".

أما الإعلامية ريم السعيدي، فأعلنت أن المدرس المغتصب والمتحرش يقدم برنامج أطفال في الإذاعة الإقليمية بصفاقس (إذاعة رسمية)، وطالبت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بإصدار موقف حول ما حصل، وتساءلت إذا كان الأمر لا يعنيهم.

 
المساهمون