يشكو عدد من المدرسين في إدلب من تردي الواقع المعيشي، في ظل غياب الدعم منذ أشهر وانقطاع رواتبهم، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وحاجتهم كغيرهم إلى مقابل مادي يسعفهم في تغطية نفقات أسرهم واحتياجاتهم الخاصة.
وفي السياق قال وسيم عبد الرحمن، مدرس في إعدادية بريف إدلب، لـ"العربي الجديد": "منذ نهاية العام الدراسي الماضي وإلى غاية اليوم، لم أتسلم أي راتب رغم أنّ العام الدراسي قد بدأ قبل نحو ثلاثة أشهر، وذلك حال كثير من المدرسين، الأمر الذي يتسبب لي بضغط مادي كبير".
وأضاف "لولا بعض الدروس الخصوصية، وكوني ما زلت أعيش مع أهلي وغير متزوج، لكان الوضع سيكون كارثياُ"، ولفت إلى أنه مستمر في التدريس، " أولا لأنني أشعر اتجاه أطفال بلدتي بالمسؤولية، وخوفا عليهم من الجهل، وثانيا على أمل أن يأتي دعم ما فتعود رواتبنا".
من جانبه، قال المدرس مصطفى رجب، في ريف إدلب لـ"العربي الجديد"، "منذ بداية العام الحالي لم نتسلم رواتبنا، نحاول تدبر أمورنا بالعمل في أشياء أخرى بعد انتهاء الدوام، إضافة إلى الاستدانة من هنا أو هناك".
وأوضح أنّ "الكثير من المدرسين المتطوعين ما زالوا في عملهم ضمن العملية التعليمية، على أمل أن يتم تأمين دعم لهم، مع اضطرار بعضهم إلى مزاولة مهن لتأمين معيشتهم، كالعمل في محل أو بسطة"، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر يؤثر سلبا على رجل التعليم وعلى حالته النفسية، فعندما "يرهق المعلم في تأمين معيشته لن يكون قادرا على العطاء بالمستوى المطلوب".
من جهته، قال أبو أحمد العبسي، مشرف تربوي في مجمع تربية إدلب، لـ"العربي الجديد"، "للأسف معاناة المدرسين كمعاناة أي ولي أمر لا يملك قوت يومه مع بداية الشتاء".
وأضاف "لقد بدأ المعلمون بالتحرك في انتظار الدعم، الذي أعتقد أنه لن يطول، ومنهم من ترك المدرسة للبحث عن لقمة العيش، وهذا الأمر سيعود سلبا على الطالب من حيث تلقيه للعلم". وبين أن "مسألة دعم المعلمين من قبل المجتمع المحلي، ليست بالأمر السهل، وخاصة أن الأهالي يتحملون عبئا إضافيا".
بدوره، قال رئيس دائرة الإعلام في مديرية التربية في إدلب، مصطفى حاج علي، لـ"العربي الجديد"، "منذ مطلع عام 2014، مع بدء العملية التعليمية في المناطق المحررة، ومديرية التربية والتعليم في إدلب تعاني من عدم وجود دعم مالي كاف للمعلمين، ويقدر عدد المعلمين المتطوعين ما بين 30-35 بالمائة".
وأضاف "سبق أن حصلت التربية، خلال السنوات السابقة، على دعم جزئي غير كاف، كقسائم ألبسة مجانية أو سلال غذائية، ولكن خلال العام الحالي وجراء وقف الدعم الأوروبي، زادت نسبة المعلمين المتطوعين إلى أكثر من 65 بالمائة".
وذكر أن هناك مبادرات شعبية لدعم المدرسين المتطوعين، تشجعها مديرية التربية والتعليم، كما حصل من قبل مجلس محلي سرمدا وبنش، حيث كانوا يحصلون على دعم إغاثي".
ولفت إلى أن "التربية تعمل على التواصل مع كثير من المنظمات، خارجياً وداخليا، للحصول على دعم، لكن إلى اليوم لا توجد وعود بتلقيه، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار"، متمنيا أن يكون هناك دعم قريب للعملية التعليمية".