ينتشر في العراق أكثر من 1000 مدرسة طينية في مختلف المحافظات بالرغم من خطورتها على التلاميذ والمدرسين. يقع معظم هذه المدارس في محافظة صلاح الدين التي تحتل الصدارة، ثم ديالى والديوانية وميسان وبابل والبصرة ومناطق الفرات الأوسط.
ويرى مهندسون أنَّ وجود المدارس الطينية حتى اليوم في مختلف مدن العراق يعود إلى عدم وضع خطة حقيقية من قبل الجهات المختصة لبناء مدارس إضافية تستوعب الأعداد المتزايدة من التلاميذ وفقاً للنمو السكاني في البلاد.
ويوضح المهندس الاستشاري عادل عبد الواحد لـ"العربي الجديد" أنّ "العراق بحاجة تقريباً إلى 900 مدرسة إضافية سنوياً لتخفيف الاكتظاظ في المدارس الذي يسبب حالياً عبئاً إضافياً على المدرسين في إيصال المعلومة". ويضيف أنّ "مشاريع بناء المدارس داخلة في الفساد المالي والإداري كحال باقي المؤسسات العراقية".
ويضيف عبد الواحد: "المشكلة لا تكمن فقط في الحاجة إلى بناء مدارس جديدة للتخلص من المدارس الطينية والدوام المزدوج بل في إحالة بناء المدارس الجديدة إلى جهات أو مقاولين فاسدين، فالعديد من الأبنية المدرسية التي تم تشييدها لم تكن وفق المواصفات الهندسية المطلوبة. وسقطت جدران العديد منها وحدثت تصدعات في بنائها بعد التشييد بأشهر قليلة وهذا يعني أننا خلال 5 إلى 10 أعوام سنضطر إلى إعادة تقييم الأبنية التي شيدت خلال هذه الفترة وقد نضطر إلى ترميمها أو هدمها من جديد".
غالباً ما يكون بناء المدارس الطينية في القرى والأرياف بطلب من الأهالي في تلك المناطق لعدم وجود أبنية مدرسية فيها. ويقول الباحث التربوي عبد المجيد الجبوري لـ"العربي الجديد": "تكثر المدارس الطينية في القرى والأرياف بسبب عدم اتساع الأبنية المدرسية في المدن لاستيعاب أعداد إضافية من التلاميذ، واكتظاظ الصفوف فيها".
ويقول المشرف التربوي مضر الناجي لـ"العربي الجديد" إنَّ "هناك أكثر من 1000 مدرسة طينية في العراق تنتشر في معظم المحافظات تضم نحو 20 ألف تلميذ ويدرّس فيها نحو 7 آلاف مدرّس، معظمها مدارس ابتدائية لتلاميذ القرى والأرياف. وإصرار أهالي تلك المناطق على بناء مدارس لأبنائهم حتى لو كانت طينية يأتي لحرصهم على تعليم أطفالهم بالدرجة الأولى". ويتابع الناجي: "مشكلة المدارس الطينية تكمن في خطورة احتمال سقوط أسقفها على التلاميذ والمدرسين".
ويعاني المدرّسون في تلك المدارس من صعوبات بالغة في الوصول إلى مدارسهم في فصل الشتاء في ظل الأمطار والرياح الشديدة، خصوصاً أنّها تقع في مناطق ريفية نائية يصعب السير في طرقاتها الترابية التي تتحول إلى وحول.
ويشير المدرّس صبار مزاحم الذي يعمل في إحدى المدارس الطينية جنوب محافظة بابل إلى أنّها "تفتقر إلى أبسط الخدمات كالماء والكهرباء ووسائل التعليم الحديثة والشروط الصحية. وفي فصل الشتاء نعاني من صعوبة الوصول إليها، ما يتسبب بتغيبنا أحياناً". ويتابع: "بالرغم من كلّ هذا نصرّ على إيصال رسالتنا التعليمية".
في المقابل، يذهب مرتضى عقيل (9 أعوام) إلى مدرسته الطينية في إحدى قرى محافظة ميسان يومياً. يحمل كتبه ويمضي وهو يتمنى أن يصبح طبيباً أو مهندساً يوماً ما. لكنّه في الوقت الحاضر يتخوف من سقوط سقف مدرسته عليه وعلى رفاقه.
وعلى صعيد متصل، يشير مسح ميداني أعلنت عنه وزارة التربية العراقية نهاية عام 2014 إلى أنَّ "3700 مدرسة في العراق لا توجد فيها مصادر للمياه، و3300 أخرى عاطلة من العمل. وأنَّ أكثر المحافظات تضرراً هي ذي قار وديالى وصلاح الدين، حيث تصل نسبة المدارس التي تفتقر إلى المياه فيها إلى 70 في المائة، فضلاً عن 700 مدرسة في العاصمة بغداد، منها 250 مدرسة طاولها القصف خلال الحرب على العراق عام 2003".
ويشير خبراء إلى أنَّ هذه الأرقام ارتفعت تبعاً للعمليات العسكرية التي انطلقت بداية عام 2014 في الأنبار وصلاح الدين وديالى حيث قصفت عشرات المدارس ودمر العديد منها بشكل كلي أو جزئي.
وكان وزير التربية محمد إقبال قد أوضح في تصريح سابق أنَّ العراق بحاجة إلى 9 آلاف مدرسة خاصة جديدة في ظل وجود المدارس غير المؤهلة للخدمة أو التي تعرضت للهدم.
في المقابل، يقول المهندس عبد الستار العبيدي إنّ "إنشاء أبنية مدرسية إضافية في المناطق المستقرة نسبياً لا بد أنّ يكون وفق أسس سليمة بعيداً عن المحاصصة الحزبية أو إحالة إنشائها إلى مقاولين غير مؤهلين، كما حصل في عشرات المدارس اليوم".
إقرأ أيضاً: هكذا هدّدني تلميذي بالقتل إذا لم أغيّر علاماته
ويرى مهندسون أنَّ وجود المدارس الطينية حتى اليوم في مختلف مدن العراق يعود إلى عدم وضع خطة حقيقية من قبل الجهات المختصة لبناء مدارس إضافية تستوعب الأعداد المتزايدة من التلاميذ وفقاً للنمو السكاني في البلاد.
ويوضح المهندس الاستشاري عادل عبد الواحد لـ"العربي الجديد" أنّ "العراق بحاجة تقريباً إلى 900 مدرسة إضافية سنوياً لتخفيف الاكتظاظ في المدارس الذي يسبب حالياً عبئاً إضافياً على المدرسين في إيصال المعلومة". ويضيف أنّ "مشاريع بناء المدارس داخلة في الفساد المالي والإداري كحال باقي المؤسسات العراقية".
ويضيف عبد الواحد: "المشكلة لا تكمن فقط في الحاجة إلى بناء مدارس جديدة للتخلص من المدارس الطينية والدوام المزدوج بل في إحالة بناء المدارس الجديدة إلى جهات أو مقاولين فاسدين، فالعديد من الأبنية المدرسية التي تم تشييدها لم تكن وفق المواصفات الهندسية المطلوبة. وسقطت جدران العديد منها وحدثت تصدعات في بنائها بعد التشييد بأشهر قليلة وهذا يعني أننا خلال 5 إلى 10 أعوام سنضطر إلى إعادة تقييم الأبنية التي شيدت خلال هذه الفترة وقد نضطر إلى ترميمها أو هدمها من جديد".
غالباً ما يكون بناء المدارس الطينية في القرى والأرياف بطلب من الأهالي في تلك المناطق لعدم وجود أبنية مدرسية فيها. ويقول الباحث التربوي عبد المجيد الجبوري لـ"العربي الجديد": "تكثر المدارس الطينية في القرى والأرياف بسبب عدم اتساع الأبنية المدرسية في المدن لاستيعاب أعداد إضافية من التلاميذ، واكتظاظ الصفوف فيها".
ويقول المشرف التربوي مضر الناجي لـ"العربي الجديد" إنَّ "هناك أكثر من 1000 مدرسة طينية في العراق تنتشر في معظم المحافظات تضم نحو 20 ألف تلميذ ويدرّس فيها نحو 7 آلاف مدرّس، معظمها مدارس ابتدائية لتلاميذ القرى والأرياف. وإصرار أهالي تلك المناطق على بناء مدارس لأبنائهم حتى لو كانت طينية يأتي لحرصهم على تعليم أطفالهم بالدرجة الأولى". ويتابع الناجي: "مشكلة المدارس الطينية تكمن في خطورة احتمال سقوط أسقفها على التلاميذ والمدرسين".
ويعاني المدرّسون في تلك المدارس من صعوبات بالغة في الوصول إلى مدارسهم في فصل الشتاء في ظل الأمطار والرياح الشديدة، خصوصاً أنّها تقع في مناطق ريفية نائية يصعب السير في طرقاتها الترابية التي تتحول إلى وحول.
ويشير المدرّس صبار مزاحم الذي يعمل في إحدى المدارس الطينية جنوب محافظة بابل إلى أنّها "تفتقر إلى أبسط الخدمات كالماء والكهرباء ووسائل التعليم الحديثة والشروط الصحية. وفي فصل الشتاء نعاني من صعوبة الوصول إليها، ما يتسبب بتغيبنا أحياناً". ويتابع: "بالرغم من كلّ هذا نصرّ على إيصال رسالتنا التعليمية".
في المقابل، يذهب مرتضى عقيل (9 أعوام) إلى مدرسته الطينية في إحدى قرى محافظة ميسان يومياً. يحمل كتبه ويمضي وهو يتمنى أن يصبح طبيباً أو مهندساً يوماً ما. لكنّه في الوقت الحاضر يتخوف من سقوط سقف مدرسته عليه وعلى رفاقه.
وعلى صعيد متصل، يشير مسح ميداني أعلنت عنه وزارة التربية العراقية نهاية عام 2014 إلى أنَّ "3700 مدرسة في العراق لا توجد فيها مصادر للمياه، و3300 أخرى عاطلة من العمل. وأنَّ أكثر المحافظات تضرراً هي ذي قار وديالى وصلاح الدين، حيث تصل نسبة المدارس التي تفتقر إلى المياه فيها إلى 70 في المائة، فضلاً عن 700 مدرسة في العاصمة بغداد، منها 250 مدرسة طاولها القصف خلال الحرب على العراق عام 2003".
ويشير خبراء إلى أنَّ هذه الأرقام ارتفعت تبعاً للعمليات العسكرية التي انطلقت بداية عام 2014 في الأنبار وصلاح الدين وديالى حيث قصفت عشرات المدارس ودمر العديد منها بشكل كلي أو جزئي.
وكان وزير التربية محمد إقبال قد أوضح في تصريح سابق أنَّ العراق بحاجة إلى 9 آلاف مدرسة خاصة جديدة في ظل وجود المدارس غير المؤهلة للخدمة أو التي تعرضت للهدم.
في المقابل، يقول المهندس عبد الستار العبيدي إنّ "إنشاء أبنية مدرسية إضافية في المناطق المستقرة نسبياً لا بد أنّ يكون وفق أسس سليمة بعيداً عن المحاصصة الحزبية أو إحالة إنشائها إلى مقاولين غير مؤهلين، كما حصل في عشرات المدارس اليوم".
إقرأ أيضاً: هكذا هدّدني تلميذي بالقتل إذا لم أغيّر علاماته