مخيّمات

30 مايو 2018
يحب السباحة (Getty)
+ الخط -

بعض الأطفال في حاجة إلى قليل من الراحة بعد انتهاء العام الدراسي. والنظام، أيّ نظامٍ، قد يكون مرهقاً بالنسبة إليهم. والتعب ليس مبرّراً أو واضحاً بالضرورة، خصوصاً أن طاقة الأطفال كبيرة، إلّا أن عدداً منهم يُطالب بإجازة حقيقية، أي إجازة من دون مخيّم صيفي يفرض عليهم وقتاً للاستيقاظ والمغادرة، أو ألعاباً معيّنة قد لا تعجبهم. هم في حاجة إلى الاسترخاء، من دون أن يُبدلوا ثياب النوم باكراً، أو يتناولوا فطورهم قبل أن يشعروا بالجوع، وذلك بحسب جدول المخيم الصيفي، وغيرها من الأمور. الإجازة الصيفية في لبنان طويلة، وتراوح ما بين شهرين وثلاثة أشهر، وأحياناً أكثر. ولأن نسبة كبيرة من الأهل تعمل، يصير خيار المخيمات الصيفية حتمياً، يضاف بدل التسجيل فيها إلى قسط مدرسي لم يعد في مقدور كثيرين.

خلال هذه الفترة من كل عام، ومع اقتراب انتهاء العام الدراسي في لبنان، يبدأ الأهل في البحث عن مخيمات صيفية تراعي معايير عدة، منها السلامة العامة، والنظافة، والقدرة على التعامل مع الأطفال، وتنوّع الأنشطة، وغيرها. والإقبال الكبير من الأهل أدى إلى خلق منافسة كبيرة بين هذه المخيمات، التي ترفع أسعارها عاماً بعد عام، إدراكاً منها بأنه لا غنى للأهل عنها.

لكن هل هذا ما يريده الأطفال؟ على الرغم من الأنشطة المختلفة والتفاعل مع أطفال آخرين، إلا أن ليس هذا ما يحتاج إليه الأطفال بالضرورة. أحدهم، وهو في السابعة من عمره، يقول إنه يريد الاستمتاع بالإجازة الصيفية. وهذه العطلة الطويلة الوحيدة في العام. يرغب في الاستيقاظ حين يشاء والسهر ليلاً. لا يريد قيوداً كما في الأشهر الأخرى. هو في حاجة إلى اختيار الألعاب التي يحب وكذلك الأصدقاء. كما أن الإجازة بالنسبة إليه هي قضاء معظم الوقت على الشاطئ.

لا حلول كثيرة أمام الأهل، وخياراتهم محدودة، باستثناء أولئك القادرين على قضاء العطلة الصيفية في القرى أو الجبال، مع الجد والجدة، ليبنوا علاقة أقوى مع العائلة والأرض، ويكونوا أكثر حرية في العيش، بالإضافة إلى التعرف على حياة القرى التي تختلف عن تلك التي يختبرها الأطفال في المدن.




لم يبق أمام الأهل إلّا وقت قصير لتحديد خياراتهم. وإن اضطروا إلى دفع مبالغ مالية كبيرة على مدى شهرين من العطلة الصيفية، إلا أن الأمر بات مقبولاً بالنسبة إليهم، طالما أنهم يشعرون بالاطمئنان.

اللافت في لبنان أنه ما من رقابة على المخيمات الصيفية، باستثناء حالات قليلة، في حال كانت المدرسة تتولى الأمر. إلا أن كل شيء متروك للسمعة والقدر.
دلالات
المساهمون