سورية.. مخاوف من وصول كورونا إلى مخيم الركبان مع قدوم عائلات من الأردن

14 اغسطس 2020
يفتقر المخيم إلى أبسط مقومات العيش (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تطغى على أحاديث سكّان مخيم الركبان للنازحين السوريين، في عمق البادية السورية على الحدود السورية الأردنية، أخبار عائلات نقلتهم السلطات الأردنية من أراضيها إلى المخيم، في ظلّ مخاوف من أن تكون تلك العائلات حاملة لفيروس كورونا، في وقت لا يملك فيه أهل المخيم أبسط مقوّمات مواجهة الفيروس.

مصادر أهلية من المخيم، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب اجتماعية، أفادت "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، بأنّ "هناك أكثر من أربع عائلات دفعت بها السلطات الأردنية إلى المخيم قبل أيام، لأسباب مجهولة، وهناك من يتحدث عن أنها الدفعة الأولى، وأنّ الفترة المقبلة ستشهد الدفع بعشرات العائلات إلى المخيم".

ولفتت المصادر نفسها إلى أنّ "تلك العائلات القادمة لديها أقارب في المخيم، وهم من استقبلوها". وأضافت أنّه "من الواضح أنّ العائلات المدفوع بها إلى المخيم، تعاني من الفقر المدقع، حيث أتوا إلى المخيم بما عليهم من لباس فقط، في وقت يشعر فيه غالبية السكّان بالقلق من أن يدخل الفيروس إلى المخيم".

من جانبه، لا يعتقد إبراهيم الحمصي (40 عاماً) أنّ هناك من يكترث بمصير سكّان المخيم، بحسب ما قاله لـ"العربي الجديد"، وأضاف أنّه هناك "نحو 10 آلاف شخص يعيشون في المخيم، في ظلّ غياب شبه تام لأي شكل من أشكال الرعاية الصحية، حتى المنظمات الدولية غابت تماماً عن المخيم، والمستوصف الوحيد، الذي كان يتبع للأمم المتحدة، تمّ إغلاقه منذ أشهر. واليوم يتمّ ترحيل عائلات سورية من الأردن إلى المخيم، من دون أن ندري ما هو وضعها الصحي، والجميع هنا يخشى أن يكون بينهم مصابون بفيروس كورونا".

وأعرب الحمصي عن اعتقاده بأنّ "وصول إصابة واحدة بفيروس كورونا كافية لنقل العدوى إلى جميع سكّان المخيم، بسبب عدم وجود أي من وسائل الوقاية".

وطالب منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة بمراقبة الوضع الصحي للعائلات التي يتم ترحيلها من الأردن، إضافة إلى تأمين وسائل الوقاية لسكّان المخيم، من مواد تنظيف ومعقّمات وكمامات.

بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في الركبان أبو أحمد درباس، في حديث مع "العربي الجديد"، "نحن بحاجة لأن تقيم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مركزاً للحجر الصحي على أطراف المخيم، في ظلّ قيام السلطات الأردنية بنقل لاجئين سوريين من أراضيها إلى المخيم، من دون أن نتأكد من وضعهم الصحي".

ولفت إلى وجود مخاوف من نقل وباء كورونا عبر هؤلاء إلى المخيم. وأضاف أنّ "السلطات الأردنية، قامت بنقل أكثر من 10 عائلات إلى الساتر الترابي الفاصل بين المخيم والأراضي الأردنية، على دفعات، ودفعتهم إلى المخيم من دون إبلاغ المجلس المحلي أو أي سلطة أخرى، ومن جهة أخرى لا يوجد وسيلة لدى تلك العائلات لتبلغ عن قدومها".

وحذر درباس من أنّ "هناك خطراً من وصول الوباء عبر المهرّبين والبضاعة، التي تأتي من مناطق النظام، في حين تتم عملية تعقيم بإمكانات بسيطة لا تفي بالغرض، جرّاء ضعف الإمكانات وعدم وجود أي دور للمنظمات الدولية".

وأضاف أنّ "مخيم الركبان، منذ بدء انتشار فيروس كورونا في سورية، لم يتلقَ أي مساعدة طبية، بالرغم من أنّ المخيم يفتقر إلى أبسط مقومات الوقاية، من الكمامات إلى المعقمات وأسطوانات الأكسجين، والمنافس الطبية والأدوية اللازمة. والأهم عدم وجود أطباء بشكل نهائي".

وناشد درباس الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تقديم "مساعدات طبية وإنشاء مركز عزل صحي بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى مراقبة عملية نقل اللاجئين إلى مخيم الركبان، والتأكد من أنها لا تتم بشكل قسري لما فيها من مخالفة للقانون الدولي والإنساني".

يشار إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المؤكدة في سورية هي 1327، شفي منها 385 في حين توفي 53، في ظلّ وجود مخاوف أن تكون أعداد الإصابات أكبر بكثير، بحسب مصادر محلية.  

المساهمون