مخاوف من غزو إيبولا الملاعب الأفريقية... و"كاف" على الخط

تسبب انتشار فيروس إيبولا في نقل العديد من المباريات الدولية في القارة الأفريقية، بعدما تفشى المرض الذي تسبب في حصد مئات الأرواح بداية من غينيا ووصولا إلى دول ليبيريا وسيراليون ونيجيريا، وأثّر على كرة القدم الأفريقية، بسبب مخاوف من انتشار الفيروس داخل الملاعب.

وبدأت ظاهرة انتشار المرض القاتل منذ شهر آذار/مارس في غينيا، وبدا أن انتشاره أصبح سريعاً، ما حذا بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" لنقل مباريات غينيا وسيراليون المقررة على أرضهما في تصفيات كأس الأمم الأفريقية الشهر المقبل لأرض محايدة، عقب انتشار فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، فيما وافق المغرب على استقبال مباريات المنتخبات الغينية في المسابقات الأفريقية.

وبات المرض يهدد جميع رياضيي القارة، أيضا، إذ تحسبت اللجنة الأولمبية الدولية، لذلك وقررت منع رياضيين من الدول التي يتفشى فيها وباء إيبولا من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الثانية للشباب التي تجري حالياً في مدينة نانجين الصينية، حيث سبق أن أعلنت اللجنة الدولية أن الرياضيين القادمين من مناطق يتفشى فيها الوباء لن يتمكنوا من المشاركة، وهم: رياضيان في الألعاب القتالية ومشارك واحد في لعبة السباحة.

التصفيات الأفريقية...مهددة!
ازدادت المخاوف في ظل اقتراب انطلاق منافسات المرحلة النهائية من تصفيات الأمم الأفريقية، التي ستبدأ فعليا بعد أيام، وبالتحديد في 5 سبتمبر/أيلول المقبل، إذ تأهلت عدد من الدول التي تفشى فيها الوباء إلى التصفيات النهائية، كنيجيريا التي تلعب في المجموعة الأولى إلى جانب السودان وجنوب أفريقيا وروندا، فيما وقعت سيراليون في المجموعة الرابعة مع ساحل العاج والكاميرون والكونجو الديمقراطية، وغينيا التي ستلعب في المجموعة الخامسة إلى جانب أوغندا وغانا وتوجو.

وربما تنفس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، الصعداء لأن المرض انتشر بعد نهاية بطولة أمم أفريقيا بشهرين، بعدما كاد يكلفه إلغاء البطولة لو ربما حدث ذلك، كما أن المخاوف قد ترتفع أكثر لدى دول شمال أفريقيا، في حال وصول الفيروس لأحد لاعبي المنتخبات التي قد تخوض مبارياتها المنقولة إلى المغرب.

وكانت المغرب قد وافقت رسمياً على استقبال مباريات المنتخب الغيني لكرة القدم بعد تفشي فيروس إيبولا في غينيا، حيث سيستقبل المنتخب الغيني لكرة القدم يوم 5 سبتمبر/ أيلول المنتخب التوجولي في ملعب "محمد الخامس" في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم.

المغرب يتدخل
ويستقبل المنتخب الغيني للناشئين نظيره التوجولي في المغرب، أيضا، لكن في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا التي ستنطلق في عام 2015 بدولة النيجر، ونشر الكاف عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، بتاريخ 13 أغسطس/آب الجاري، بيانا مفاده أن الكاف ستبقي على أجندة مباريات القارة الأفريقية فيما عدا منتخبات ثلاثة بلدان هي غينيا وليبيريا وسيراليون، وهي البلدان التي سجلت أكبر عدد إصابات بفيروس إيبولا قبل أن تعلن نيجريا حالة الطوارئ للسبب ذاته.

وطلبت الكاف من اتحادات البلدان الثلاثة نقل مكان مباريات منتخباتها المشاركة في مسابقات الكاف إلى بلد محايد، وذلك إلى حد تاريخ منتصف سبتمبر/أيلول 2014، دون أن تفرض اسم أي بلد معين تنقل إلى أرضه المباريات، في الوقت الذي تأهلت فيه سيراليون مباشرة لدور المجموعات دون أن تلعب بعد انسحاب منتخب سيشل من المواجهة بينهما في الدور التمهيدي الأخير بسبب رفضها إرسال فريقها إلى فري تاون جراء مخاوف انتشار الفيروس، في حين أوقفت ليبيريا كافة أنشطة كرة القدم لديها.

وكان فيروس إيبولا، منذ ظهوره في غينيا، أولا، تسبب بمقتل 1145 شخصا، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الصادر في 13 أغسطس/آب الجاري، بينهم 380 حالة وفاة في غينيا، 413 في ليبيريا، 348 في سيراليون و4 في نيجيريا، واعتبر "إيبولا" الوباء الأشد فتكا على مستوى العالم حتى الآن.

وستقام نهائيات كأس الأمم الأفريقية في شهر يناير/كانون الثاني المقبل في المغرب.