مخاوف من توقف وحدات غسيل كلى الأطفال في غزة

03 نوفمبر 2015
وحدات غسيل كلى الأطفال بغزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


تحاول والدة الطفل يحيى السمنة (6 سنوات) من غزة، إلهاءه عن آلامه التي ألمت به منذ أشهر عمره الأولى، بعد أنّ أصيب بمشاكل في الكلى، عبر جهاز حاسوبها الصغير، من دون أنّ تغيب عن بالها التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة بالقطاع، فيما يتعلق بنقص المستلزمات الطبية الخاصة بعملية غسيل الكلى.

تلك التحذيرات طاولت هذه المرة قسم غسيل الكلى التابع لمستشفى عبد العزيز الرنتيسي، والمهدد بالتوقف نتيجة عدم توفير الفلاتر اللازمة لعلاج الأطفال المرضى، بعد أن رفعت حكومة الوفاق الوطني يدها عن توفير المستلزمات الطبية لمستشفيات القطاع المحاصر.

وتشير أم يحيى إلى أنّ طفلها أصيب بتصلب في حبيبات الكلى منذ بداية حياته، وتم اكتشاف هذا المرض في شهره الرابع. وتقول لـ"العربي الجديد": "أخبرنا الأطباء أن يحيى بحاجة إلى علاج الألبيومين الذي يساهم في تقليل تهريب البروتين بشكل دائم حتى لا تتطور حالته، ويتعرض لفشل كلوي".

كذلك توضح إلى أنّ نقص هذا العلاج أدى إلى تعرض ابنها لفشل كلوي، فقامت بترك وظيفتها كمدرسة في الأونروا حتى تتفرغ لعلاجه الذي يستمر لأربع ساعات ونصف الساعة في اليوم، على مدار أربع أيام من الأسبوع.

الأزمة التي تعصف بمستشفى الرنتيسي التابعة لوزارة الصحة في قطاع غزة دفعتها إلى تنظيم مؤتمر صحافي للحديث عن آخر المستجدات، والأوضاع الخطيرة التي وصلت إليها نتيجة توقف إمدادها بالأدوية والمستلزمات الطبية، اللازمة لاستمرار العمل.

ويقول مدير المستشفى مصطفى العيلة "يرتاد وحدة الغسيل الكلوي 28 طفلاً وطفلة، من 3 إلى 4 مرات، بنسبة 300 غسلة أسبوعياً، ويعاني هؤلاء الأطفال بسبب المشاكل التي تعصف بالوزارة، والتي أدت إلى نقص في أصناف الأدوية".

ويضيف "نعاني من نقص هرمون ضخ الدم، إضافة الى نقص الفلاتر صغيرة الحجم f3 وf4، ويتم الغسيل عبر فلاتر f5، وهذا يعرض حياة الأطفال للخطر"، لافتاً الى أن الأطفال قد يتعرضون للموت في حال استمرار الأزمة، وعدم توفير المستلزمات.

إلى ذلك، ناشد العيلة كل الجهات والمؤسسات المعنية الى توفير المستلزمات وإنقاذ حياة الأطفال من الموت، مبيناً أن الأزمة تفاقمت بعد تولي حكومة الوفاق الوطني مهامها، وعدم توفير أي من الأدوية والمستلزمات الطبية لمستودعات مستشفيات غزة.

القلق بدا واضحاً على أهالي الأطفال مرضى الفشل الكلوي في مستشفى الرنتيسي وسط مدينة غزة، حيث طالب محمد شبير والد الطفل علي 8 سنوات في حديث مع "العربي الجديد"، المسؤولين بتوفير المستلزمات الضرورية لإنقاذ حياة طفلة، متابعاً "حياة أبنائنا متوقفة على توفير هذه المستلزمات، لا تتركوهم يموتون بصمت".




اقرأ أيضاً: آلاف العمليات المُجدولة تنتظر في مستشفيات غزة