مخاوف في إسرائيل من هجمات سايبر تزيف انتخاباتها العامة

09 يوليو 2017
تحذيرات رسمية من أيزنكوط للكنيست (طوماس كويس/فرانس برس)
+ الخط -
تبدو إسرائيل، التي تقدم نفسها كقوة عظمى في مجال السايبر، غير واثقة من نفسها بشأن قدرتها على حماية نظامها من هجمات السايبر التي تتعرض لها. 

وقد بلغ هذا الأمر أشده مع التحذيرات الرسمية التي رفعها مؤخرا رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوط، لأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة "هآرتس" أن أيزنكوط قال لأعضاء اللجنة إن على إسرائيل أن تكون واعية لاحتمال "تنفيذ محاولات للتدخل والتأثير على ديمقراطيتها من خلال هجمات سايبر". 

وقالت الصحيفة إن "أيزنكوط ضرب مثالا على الحالات المشابهة التي وقعت في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة وأوكرانيا وفرنسا".

وبحسب "هآرتس"، فإن أيزنكوط استعرض أمام اللجنة المذكورة، على امتداد ثلاث ساعات، صورة الوضع الأمني لإسرائيل، مع تخصيص جزء لا يستهان به لموضوع حرب السايبر وسياسة الجيش في هذا السياق، حيث تبين أن الاحتلال يخصص نحو 80 % من جهوده في هذا المضمار للحرب الدفاعية، مقابل 20% للحرب الهجومية.


ويستدل من الاستعراض الذي قدمه رئيس أركان جيش الاحتلال أن إسرائيل تواجه في الأعوام الأخيرة تصعيدا في التهديدات الأمنية ( "حرب العصابات"، والصواريخ والأنفاق)، إلى جانب تصعيد وتعاظم متواصل لخطر هجمات السايبر، مقابل تراجع نسبي في حدة خطر التهديدات التقليدية، بفعل انهيار الجيش السوري. كما أن هناك تراجعا أيضا، في خطر التهديد غير التقليدي، بفضل الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، وتفكيك غالبية السلاح الكيماوي السوري.

و"يتيح هذا التغيير في خريطة التهديدات لجيش الاحتلال الاستثمار بشكل أكبر، ورصد ميزانيات أكبر لتوفير حلول وردود على التهديدات الجديدة والمتطورة في مجال الإرهاب وحرب العصابات والسايبر"، بحسب المصدر ذاته.

ولفتت الصحيفة، نقلا عن أعضاء كنيست من اللجنة البرلمانية لشؤون الخارجية والأمن، قولهم إن أيزنكوط ذكر ظاهرتين في ما يتعلق بالساببر، عدا عن الحاجة إلى حماية البنى والشبكات المدنية، مثل المستشفيات ومحطات توليد الكهرباء، إضافة إلى "مجالات لا يمكن للجيش أن يتدخل فيها، لكن على الدولة أن تكون يقظة لما يحدث فيها".  

وبحسب هؤلاء النواب، فقد تحدث المسؤول الإسرائيلي عن محاولات التأثير في نتائج انتخابات عامة، عبر عمليات تزوير من خلال هجمات سايبر، وبموازاتها شن حملات هدفها التأثير على وعي الناخبين، من خلال التلاعب بشكل جماهيري، وعلى نطاق واسع، بالوقائع وبعقول الناس، بالاعتماد على النشر في شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت.

وكشف التقرير في "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي جمد حاليا فكرة إقامة ذراع مستقل لحرب السايبر، التي كان طرحها أيزنكوط نفسه، وذلك من أجل بناء هذه الذراع ضمن الخطة الخمسية لبناء قوة الجيش الإسرائيلي التي أطلق عليها اسم "غدعون".

في المقابل، وعوضا عن ذلك، قرر جيش الاحتلال تعزيز مركبات الدفاع والهجوم في الفضاء الإلكتروني بموازاة المحافظة على عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية.