ففي أوروبا، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.4% بحلول الساعة 07.05 بتوقيت غرينتش، بعد أن اختتم، أمس الثلاثاء، أسوأ أداء فصلي في 18 عاماً، إذ عرقلت إجراءات العزل العام لاحتواء تفشي الفيروس أنشطة الشركات، مما يثير مخاوف بشأن تخلف الشركات عن سداد ديون، وتسريح كبير للعمالة.
وانخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 2.5%، فيما تراجع قطاع الشركات المالية 7%، إذ انضمت بنوك بريطانية إلى نظيراتها الأوروبية في تعليق توزيعات الأرباح لدعم السيولة.
ونزل المؤشر نيكي 4.5% ليسجل أقل مستوى إغلاق في أسبوع واحد عند 18065.41 نقطة، وسجلت التعاملات ككل انخفاضا، حيث بلغ حجم الأسهم المتداولة على المنصة الرئيسية 2.72 تريليون ين وهو أقل مستوى في شهر.
وأظهر استطلاع للشركات يجريه بنك اليابان المركزي، اليوم الأربعاء، أنّ معنويات المصنعين في اليابان تحولت لحالة من التشاؤم، لأول مرة في سبعة أعوام.
وكانت شركات الطيران القطاع الأسوأ أداء، ونزل مؤشرها 6.7%، وهوى سهم "إيه.إن.إيه هولدينجز" 8.3%، بينما كانت الأسهم الدفاعية التي حققت أداء جيداً نسبياً، في الأسابيع الماضية، بين الأكثر تضرراً، مع بيع المستثمرين لها لجني أرباح في بداية السنة المالية.
ونزل سهم شركة كاو كورب للكيميائيات ومستحضرات التجميل 6.3%، وتراجع سهم إن.تي.تي دوكومو المشغلة للهاتف المحمول 6.6%.
كانت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، قد هوت، أمس الثلاثاء، مع تكبد المؤشر داو جونز الصناعي أكبر انخفاض ربع سنوي له منذ 1987، وتراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 أكبر تراجع فصلي له منذ الأزمة المالية بفعل أدلة متنامية على أضرار اقتصادية ضخمة من جائحة كورونا.
وتراجع داو 410.32 نقاط بما يعادل 1.84% إلى 21917.16 نقطة، وفقد ستاندرد اند بورز 42.06 نقطة أو 1.60% ليسجل 2584.59 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 74.05 نقطة أو 0.95% إلى 7700.10 نقطة.
الدولار يرتفع
وفي أسواق العملات الرئيسية في العالم، ارتفع الدولار بصفة عامة مقابل العملات المرتفعة المخاطر، اليوم الأربعاء، فيما تراقب الأسواق ما سيكون على الأرجح إحدى أسوأ حالات الانكماش الاقتصادي في عقود.
وتقدم الدولار الأميركي مقابل نظيريه الأسترالي والنيوزيلندي والجنيه الإسترليني ومعظم عملات الأسواق الناشئة، إذ سلطت عمليات بيع جديدة الضوء على تنامي المخاطر من الوباء الذي لم يُظهر مؤشرات تُذكر على الانحسار.
وتراجع الدولار الأسترالي 0.35% إلى 0.6115 دولار أميركي، وهبط الدولار النيوزيلندي 0.3% إلى 0.5945 دولار أميركي، بينما انخفض الجنيه الإسترليني 0.4% إلى 1.2376 دولار.
وتراجعت عملات الأسواق الناشئة على نحو أكبر، إذ انخفض البيزو المكسيكي ما يزيد عن 1% إلى 23.960 للدولار، بينما هوى الراند الجنوب أفريقي 0.7% إلى 17.952 للدولار، كما تراجعت معظم العملات الآسيوية.
وبينما يعد الدولار ملاذاً آمناً طبيعياً نظراً لوضعه كعملة احتياطي عالمية، فإن المستثمرين تدافعوا أيضاً صوب شراء الين الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، وربحت العملة اليابانية 0.2% مقابل الدولار إلى 107.33 للدولار.
وانخفض اليورو 0.2% إلى 1.1015 لكنه صعد مقابل معظم العملات الأخرى، إذ إنّ ارتفاع سيولته عامل جذب في أوقات التوتر الاقتصادي.
صعود الذهب
وفي أسواق المعادن الثمينة، ارتفع الذهب، اليوم الأربعاء، إذ أدت المخاوف من تفاقم كورونا للاتجاه إلى الملاذات الآمنة، ولقي المعدن الأصفر دعماً إضافياً من توقعات بمزيد من التيسير النقدي من جانب بنوك مركزية.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 1% إلى 1587.31 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06.05 بتوقيت غرينتش، بعدما هوى 3.1% في الجلسة السابقة نتيجة ارتفاع الدولار.
وصعد الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.3% إلى 1600.70 دولار.
وقالت مارغريت يانغ يان محللة الأسواق في "سي.إم.سي ماركتس"، إنه "ربما يتحول المستثمرون للذهب بحثاً عن الأمان".
وتوقعت أن يكون التعافي نتيجة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنّ الوباء، في الأسبوعين المقبلين، قد يكون "مؤلماً" للولايات المتحدة.
وأشارت إلى أنّ "تبعات دورة سياسة التيسير النقدي وبرامج تحفيز بتريليونات الدولارات تعني أنّ السيولة ستغمر السوق ومعروضاً وفيراً من الأوراق النقدية في الشهور والفصول والسنوات المقبلة، وهذا بكل تأكيد يعزز صعود الذهب وسط معروض محدود جداً (من الذهب الحاضر)".
(رويترز، العربي الجديد)