ويوضح ياسر حمادة من منبج لـ"العربي الجديد"، أن "الحركة في المدينة كما كانت عليه في السابق، وملحوظ نوع من الاستنفار لعناصر (قسد) في المدينة ومحيطها، وأما المدارس فلم يتعطل الدوام فيها. أنا وكثير من الأهالي نعيش حالة من الترقب والخوف من العملية العسكرية التي باتت قريبة".
وقال عثمان أبو محمد لـ"العربي الجديد": "الخوف موجود، ولا بد منه إزاء حرب قد تهدد مصير آلاف الناس، وليس ما يخيفنا هو المعارك فقط، وإنما ما بعد المعركة. نريد أن تبقى منبج بيد أبنائها، وألا تدخلها مجموعات من الجيش الحر المتورطة بالفساد، وهو الأمر الذي يتخوف منه السكان حالياً".
وأوضح أبو محمد: "ربما تخرج المليشيات الكردية من المدينة بلا مقاومة، وهذا أفضل لنا كمدنيين، وفي حال كانت المعارك كبيرة فسأنتقل عند أقرباء لي في مدينة الباب، فالنزوح إلى هناك أفضل من البقاء تحت قصف القنابل والصواريخ، وأعتقد أن كثيرين سيفعلون مثلي".
وفي منتصف أغسطس/ آب 2016، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية سيطرتها الكاملة على مدينة منبج، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم "داعش" من المدينة، وبدأت بعدها ممارسة الضغوط على الأهالي لفرض التجنيد الإجباري على الشبان، وملاحقتهم وشن حملات اعتقال ضدهم، مع فرض ضرائب كبيرة على التجار والأهالي.
ولا تختلف الأوضاع كثيراً في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، عما هي عليه في منبج، حيث يترقب الأهالي بدء العملية العسكرية التركية على المنطقة. وقال سالم جاد الله لـ"العربي الجديد": "أكثر ما يثير قلقنا من العملية هو الغارات الجوية والقصف، فهي بحد ذاتها رعب، ونتمنى ألا تكون هناك معارك ومواجهات تتسبب بدمار وضحايا في المنطقة، وأن تترك المليشيات الكردية المنطقة بسلام كي لا تضعنا في مقدمة الضحايا".
وأضاف جاد الله: "نرجو أن يتخذ الأتراك والجيش الحر كل التدابير اللازمة لحمايتنا كمدنيين في المنطقة، إذ ليس لنا أي دور في الصراع، لكنه يؤثر علينا بشكل مباشر".