دخل الممرضون وتقنيو مهن الصحة في المغرب، اليوم الثاني من إضراب عن العمل في مستشفيات البلاد، باستثناء أقسام الطوارئ، دون أن تبادر أي جهة حكومية بتلبية مطالبهم المشروعة.
وتتلخص مطالب الممرضين في الحصول على التعويضات عن الأخطار التي يلاقونها في مهنتهم، وتشغيل الممرضين العاطلين من العمل، والذين يقدر عددهم بأكثر من 5 آلاف ممرض وممرضة، فضلا عن إحداث هيئة وطنية لمهنة التمريض، مثل باقي المهن، ومراجعة شروط الترقي.
ويشكو الممرضون من ضعف التعويضات المالية عن الأخطار، رغم أنهم يعيشون يوميا خطر انتقال عدوى أمراض خطيرة، كما يشكون من الظلم في شروط الترقية، حيث يطلب القانون اجتياز الممرض 6 سنوات على الأقل حتى يمكنه الترقي.
وقالت الممرضة مليكة بنديس، لـ"العربي الجديد"، إن ما يؤرقها هو أن التعويض عن مخاطر المهنة هزيل، ولا يرقى إلى حقيقة ما يتعرض له الممرض خلال يومه بإشرافه المباشر واحتكاكه مع مرضى بأمراض خطيرة ومعدية، معتبرة أن ذلك يدخل في صميم عمل الممرض، وبالتالي يتعين تعويضه بشكل أفضل عن تلك المخاطر.
وقالت ماريا الساكيني، وهي ممرضة عاطلة من العمل، لـ"العربي الجديد"، إنها قضت 3 سنوات في التدريب والتكوين، لتجد نفسها عاطلة من العمل رغم جهودها في طرق أبواب المستشفيات وتقديم سيرتها ومؤهلاتها إلى المسؤولين عن المراكز الصحية.
وعزت بطالتها وبطالة المئات من زميلاتها وزملائها إلى قلة الوظائف مقارنة مع أعداد المتخرجين من معاهد التمريض، مضيفة أن مباراة التوظيف يتقدم إليها آلاف الممرضين، لكن في الأخير لا يتم قبول إلا بضع عشرات. وبخصوص أوضاعها الاجتماعية والنفسية بعد عطالة دامت أربع سنوات، أفادت بأنها باتت تتحاشى نظرات أسرتها وجيرانها، "بعدما كان الجميع يفتخر بكوني سأنضم إلى ملائكة الرحمة، صار عسيرا أن أظل قابعة في البيت أنتظر مصروف جيبي من والدي المتقاعد".
أما سعيد كريع، فأوجز لـ"العربي الجديد"، حكايته مع البطالة المختلفة نسبيا، فهو جرب البطالة بعد تخرجه ممرضا بضعة أشهر، لكنه فضل عدم الانتظار طويلا، فسارع إلى تحويل مهنته إلى العمل في قطاع التعليم. ويشرح أن عددا من زملائه نبهوه إلى إمكانية استغلال عرض توظيف أساتذة عن طريق العقد، فتقدموا جميعا إلى وزارة التربية الوطنية للعمل كمعلمين بالتعليم الابتدائي، رغم أنهم تدربوا على التمريض وليس التعليم.
ويضيف أن "المعارف والمواد التي يتلقاها الممرض في فترة التكوين خلال ثلاث سنوات تساعد على العمل في مهنة التدريس بعد اجتياز المباراة، مثل مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية، علاوة على علم النفس والتواصل، وهي مكتسبات تتيح تدريس التلاميذ الصغار".