محمد ولي خان... أربعة عقود في باكستان

15 سبتمبر 2019
ما يشغل باله هو مستقبل أولاده (العربي الجديد)
+ الخط -

كان محمد ولي خان لا يزال شاباً في مقتبل العمر عندما لجأ إلى باكستان مع أسرته وأقاربه هرباً من الحرب الدائرة في بلاده أفغانستان. حينها، لم يكن يعرف أنّ الغربة سوف تطول وأنّه سوف يختار البقاء فيها طيلة الحياة، بل يفضّل الموت هناك بدلاً من العودة إلى مسقط رأسه في شمال أفغانستان. واليوم، يتمنّى ولي خان وهو ربّ أسرة كبيرة كما كان والده من قبله، من الحكومة الباكستانية، السماح للأفغان الذين لا يرغبون في العودة إلى بلادهم بالبقاء في باكستان وعدم إجبارهم المغادرة.

يقول ولي خان لـ"العربي الجديد": "عشت أربعين عاماً من حياتي هنا وأطلب من باكستان أن تسمح لي بالبقاء على أراضيها، باقي أيام حياتي. صحيح أنّني لا أكسب المال الوفير هنا، غير أنّني أخشى العودة إلى أفغانستان حيث الأمور مضطربة". ويشرح أنّ عمله "متواضع جداً، فأنا أبيع الطعام بعد طبخه في المنزل للعمّال في سوق الخضار، وكذلك للسائقين الذين يمرّون من هناك. لكنّني سعيد في حياتي هنا، فأنا لديّ عمل ومنزل وأولاد يذهبون إلى المدرسة".

ولعلّ أبرز ما يشغل بال ولي خان هو "مستقبل أولادي"، علماً أنّه يعرف جيداً أنّ مصيرهم في باكستان لن يكون أفضل من مصيره هو، شارحاً أنّه "لن يُسمَح لهم بالعمل إلا في السوق مثلما أفعل أنا، كذلك لن يتمكّنوا من تحصيل التعليم العالي لأنّ وضعنا المعيشي صعب". مع ذلك، يفضّل البقاء في باكستان "من أجل الحفاظ على الحياة على أقلّ تقدير". ويذكر ولي خان ما حدث قبل زمن في مسقط رأسه في إقليم بغلان، شمالي أفغانستان، "عندما دخلت حركة طالبان إلى الإقليم وكذلك إلى إقليم قندوز المجاور وقتل عدد كبير من الأفغان، ناهيك عن الخوف الذي ساد حينها هناك، لا سيّما في مدينة بوليخمري مركز إقليم بغلان". ويعبّر ولي خان عن تعجّبه من "كيفية طلب الحكومة الأفغانية من السلطات الباكستانية العمل من أجل عودة اللاجئين في حين أنّها لا تملك أيّ خطة لاستقبال هؤلاء، إمّا من إيران وإمّا من باكستان".




تجدر الإشارة إلى أنّ ولي خان، وعند وصوله إلى باكستان قبل 40 عاماً، عاش مع أسرته في عدد من مخيمات اللاجئين وتنقّل كثيراً بحثاً عن الرزق، قبل أن يتزوّج من قريبة له ويستقران في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد. واليوم، هو أب لستّة أولاد، ويحاول الادخار قدر الإمكان من أجلهم، أي لتعليمهم وزواجهم. كذلك، هو يسعى إلى شراء منزل أو بناء واحد، ولو كان متواضعاً.
المساهمون