حلمه أن يكون له مشروعه الصغير الذي يؤمّن له رزقه، والذي يساهم في تشغيل عدد من الشباب الفلسطينيين الذين لا يستطيعون إيجاد عمل لهم. هو محمد أحمد كنعان شاب لاجئ فلسطيني تخرّج من الجامعة اللبنانية مع شهادة في إدارة الأعمال، لكنه عاطل من العمل. تدرّب كنعان في مؤسسات عديدة. لكن كلما وجد فرصة، كان أصحاب العمل يعتذرون منه لأنه فلسطيني، ويعيدون ذلك إلى الضمان الاجتماعي وغيرها من الحجج.
يشكو محمد الذي يعمل حالياً مع والده في محمصة في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب لبنان)، من أن "لا أحد يرضى بتوظيف فلسطيني. وجميع الطلاب الفلسطينيين الذين يتخرجون في الجامعات، يواجهون صعوبات في العثور على فرص عمل لهم، لا بل يعجزون عن ذلك". يضيف أنهم لا يجدون من يدعمهم مادياً ويساعدهم في تكوين مشاريع خاصة بهم، "فأي مشروع صغير يحتاج إلى دعم مالي، وأهلنا لا يستطيعون مساعدتنا ودعمنا مادياً. هم في الأساس لا يستطيعون إيجاد عمل لأنفسهم، إلا بالحد الأدنى وفي داخل المخيم".
يخبر: "بعد تخرجي، قدّمت طلبات توظيف في شركات عدة، إلا أنني لم ألقَ قبولاً من أي منها. كان المبرر دائماً هويتي الفلسطينية. وعندما لم أجد وظيفة، قررت العمل مع والدي في المحمصة التي نعتمد عليها لتأمين رزقنا. بذلك أساعده. هو تعب من أجلي. في الوقت نفسه، أتدرب على عملية البيع والشراء. إدارة الأعمال تحتاج خبرة في ذلك".
ويقول: "نحن عندما نتعلم، يكون هدفنا بلوغ مراحل عالية في التعليم، وتحقيق إنجازات مهمة من أجل إعالة أهلنا ومساعدتهم. في المدى المنظور، سوف أستمرّ في العمل مع والدي في المحمصة. أنا قررت الاعتماد على نفسي وإنشاء مشروع عمل صغير لي، بعدما أدركت أن لا إمكانية عمل للفلسطينيين في لبنان ولا حتى في دول الخليج العربي. وهذا المشروع سوف يكون لإعالة نفسي وكذلك أهلي الذين تعبوا من أجلي حتى أصل إلى هذه المرحلة". يضيف: "كل رجال الأعمال المشهورين، بدأوا مشوارهم بمشروع صغير قبل أن يبلغوا هدفهم وينالوا ما كانوا يخططون له في حياتهم".
وعن المشروع الذي يرغب في إنشائه، يقول إنه "سوف يكون في المخيم، لأنني سوف أواجه ولا شك مشكلات إن كان خارجه. في المخيم، أستطيع مساعدة أهلي وكذلك الشباب العاطلين من العمل. أنوي القيام بكل ما في وسعي حتى أحقق حلمي وذاتي، وأنتظر الفرصة الملائمة عند تأمين المبلغ الذي يمكّنني من ذلك".
اقرأ أيضاً: مهندس لا يحق له العمل في اختصاصه