حوّل سطح منزله إلى عالم مملوء بالألوان والأحلام. هو الطفل محمد قريقع (12 عاماً). يرسم أفراحه وأحزانه وأوجاعه. ينتمي إلى حي الشجاعية شرقي مدينة غزة الذي تعرض لدمار كبير خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. كان يسجل ويوثق لحظات الرعب بريشته. وأُطلق عليه لقب "بيكاسو العرب".
متى اكتشفت شغفك بالرسم؟
أحببت الرسم حين كنت في الخامسة من عمري. احتضنت عائلتي موهبتي. كان لأخي مالك الدور الأكبر في صقلها، بخاصة أنه رسام كاريكاتور. وخلال مواظبتي على العمل، تمكنت من تطوير عملي والوصول إلى ما أنا عليه اليوم. أنا طفل هادئ. أعكس جنوني فقط في لوحاتي بعدما أنقل إليها أحلامي.
لم أكن أدرك أهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي تستطيع من خلالها إيصال فكرتك إلى الكثيرين. شكّل هذا العالم دافعاً كبيراً لي كي أرسم وأنقل هموم وطني وأهلي. كثيرةٌ هي اللحظات المهمة في حياتي. بعد عناء طويل، استطعت وأخي المشاركة في مهرجانات للفن التشكيلي في كل من إيران وتركيا وتونس. وأذكر لقائي بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي.
ما هي أبرز المعوّقات التي تواجهك؟
تتمثل المشكلة الأبرز في عدم توفر الأدوات اللازمة للرسم بسبب ارتفاع ثمنها. أحب الرسم مهما كانت الأداة أو المادة. القهوة أو الرمل أو الصمغ. وقد شاركت في احتفال وطني رسمت خلاله شخصيات وطنية خلال دقائق مستخدماً الصمغ. نفتقد في غزة لوسائل الدعم والتشجيع من القطاعين الحكومي والخاص.
ما هي الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال لوحاتك؟
الفن رسالة وهدف سامٍ. نستطيع من خلاله أن نكون سفراء سلام لكل العالم. يمكن أسر قلوب الملايين من خلال لوحة واحدة. يمكن لهؤلاء الدفاع عن أحلامك وآمالك. مثلاً، أقيم ومجموعة من الأصدقاء حملات ترفيهية داخل مستشفيات الأطفال المرضى، لنرسم الفرح على وجوههم. أتمنى أن أكون سفيراً لأطفال فلسطين في أحد الأيام.