أكد المخرج الأردني محمد عزيزية، أن تزامن عرض فيلمه السينمائي "خيبر"، وتكريم بلده الأردن له، يعد رسالة بالغة القيمة، أثرت في نفسه.
وقال عزيزية لـ"العربي الجديد": أشعرني التكريم بمحبة الناس فعلا لا قولا، كما أن اهتمام وزارة الثقافة الأردنية بتكريمي، يخالف النظرة المعروفة عن تكريم المبدعين عقب وفاتهم.
وقال إن فيلمه السينمائي الأخير، يتناول الغدر اليهودي القديم، وتحديدا في بداية الدعوة الإسلامية، مشيرا إلى أنه مأخوذ عن مسلسل تلفزيوني يحمل نفس الاسم، قدمه قبل نحو أربع سنوات، لكنه لم يحظ بالمشاهدة اللائقة كونه تزامن مع انطلاقة الربيع العربي، ما دفعه إلى إعادة مونتاجه، ليتحول فيلماً سينمائياً.
وحول المسلسل، قال عزيزية إنه تمت كتابته بعناية وبخلفية دينية وتاريخية ولغة عربية فصيحة، حيث يتناول قصة يهود "خيبر"، وما فعلوه من مكائد في بدايات ظهور الإسلام ضد المسلمين وضد الرسول محمد.
وأضاف: "العمل يعكس ما حدث تاريخيا من صراع بين العرب واليهود في بداية تأسيس الدولة الإسلامية، وهو يخدم الدعوة الإسلامية، ويصحح الصورة المغلوطة عن المسلمين، خاصة في الغرب".
وعن سبب تحويل المسلسل فيلما سينمائيا، بين عزيزية: كنت أتوقع أن يملأ "خيبر" فراغ الغياب المخجل للدراما التاريخية والدينية، وأن يمثل نقلة نوعية في هذا الميدان، لكن صعوبة تسويقه، حمستني أن أحوله فيلما، خاصة وأننا صورناه كمسلسل بمعدات سينمائية، وقمت باختصار وتعديل ساعات العمل العشرين إلى ثلاث ساعات، حافظت فيها على نسق العمل وروحه.
وطالب عزيزية بإنشاء صندوق عربي إسلامي، يختص بإنتاج الدراما الدينية والتاريخية وتطويرها، نظرا للتكلفة العالية التي تتطلبها تلك الأعمال، وحتى لا يتم الانصراف عنها، لتقديم دراما هدفها التسلية فقط لا غير.
وكان منتدى النقد الدرامي الأردني، أقام حفلا تكريميا للمخرج الأردني محمد عزيزية الذي قدم أعمالا فنية سجلت في ذاكرة وتاريخ الدراما الأردنية والعربية.
وتضمن الحفل الذي حضرته وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ، كلمات بينت دور المخرج عزيزية وخطه المتميز في إخراج أعمال فنية أثرت في الدراما الأردنية والعربية، إضافة إلى قراءة نقدية موجزة لتجربته الطويلة.
وقالت الوزيرة في كلمة لها في حفل التكريم: "إننا نشعر بالزهو اليوم، لتكريم شخصية فنية أردنية متميزة مثل المخرج محمد عزيزية؛ صاحب البصمة الواضحة في الدراما الأردنية والعربية"، معربة عن شكرها لأسرة المنتدى على جهودها في إبراز المبدع الأردني الحقيقي، عبر موقف ورؤية تبين أهداف المنتدى التي تلتقي مع أهداف الوزارة بهذا الصدد.
وأكدت مامكغ أن المشهد الثقافي الفني الأردني مليء بالأسماء الفنية، والقامات الإبداعية التي تستحق التكريم والتقدير بالشكل الذي يليق بها، ضمن صيغة مؤسسية تتبناها الوزارة إلى جانب المؤسسات المعنية الأخرى، بحيث تصل صورة المبدع المكرم إلى الأجيال الجديدة.
وبين رئيس المنتدى المخرج والناقد باسم دلقموني، أن تكريم المخرج عزيزية هو تكريم جيل بارز أسهم في تطور الدراما بشكل عام، وجاء ضمن خطة ممنهجة للمنتدى تسعى إلى الاحتفاء بالمبدعين الأردنيين، وإلى إثراء الساحة الفنية التي تفتقد قواعد مهمة للنقد في وسائل الإعلام المختلفة، معربا عن تقديره للوزارة والمؤسسات والشخصيات الداعمة لنشاطات المنتدى.
من جانبه أعرب المخرج عزيزية، الحاصل على العديد من الجوائز، عن سعادته بهذا التكريم من قبل أسرة المنتدى.
واستذكر نقيب الفنانين، ساري الأسعد، إبداعات عزيزية عبر مسيرته التي وصلت إلى 56 عاما في خدمة الدراما وأعماله المختلفة خارج وداخل المملكة، والسبق الذي حققه للدراما الأردنية عبر التجديد الذي ميز أسلوبه الإخراجي بين جيله من المخرجين. وفي نهاية الحفل الذي حضره أمين عام اتحاد الفنانين العرب حسين الخطيب، وعدد من الفنانين وأسرة المنتدى، وأداره الشاعر غازي الذيبة، سلمت الوزيرة هدية المنتدى للمخرج عزيزية.
اقرأ أيضاً:
مارغو حداد: فنانو الأردن يحتاجون من يصقل تجاربهم
ممثل أردني في "الكازية" نهاراً وتكرّمه الأميرات ليلاً