"الخاوية على عروشها"، و"مياه عميقة"، و"ذوبان الوجه الكبير"، هذه بعض عناوين أعمال الفنان المصري محمد عبد المنعم، يضاف إليها "بقايا من زمن آت"، العنوان الذي أخذته عدّة لوحات، وحمله المعرض المتواصل حتى 18 كانون الثاني، يناير المقبل في غاليري "المشربية" في القاهرة.
المعرض يضمّ 29 لوحة تُظهر ارتباط عوالم الفنان بـ الخرافات والأساطير والروايات الدينية، وتؤكّد على علاقة رموز وشخصيات لوحاته بعالم اللامعقول وغياب المنطق وحلول الكارثة وانقلاب كلّ شيء إلى عدم.
في حديث إلى "العربي الجديد" يقول عبد المنعم "الأعمال تجربة جديدة عليّ، تعود إلى الطوفان وقصة نوح، فأنا أتخيّل أن الأرض تعيش لحظات شبيهة بالطوفان، وأن نهايتها ستكون هكذا، ونحن سنصبح مجرد بقايا".
ويضيف "حرصت على أن يكون المتلقي جزءاً من اللوحة، لذلك فخطّ الأفق في كلّ الأعمال جزء من الحدث وليس من مستوى أعلى، ما يجعل الناظر إليها يشعر أنه جزء منها".
كان لعبد المنعم تجربة قديمة، يرى أنه خرج منها في المعرض الحالي، حيث كان يركّز على فكرة المكعب والشكل الهندسي، فيحبس أي رمز مادي داخل مكعب، كناية عن الحدود والغرف والعزلة".
يقول بيان المعرض "إن لوحاته نتاج تداخل الواقع واللاواقع، وأن الأبعاد الواقعية تتحوّل إلى أبعاد نفسية، ومن هنا تختلف نسب الموجودات وأحجامها ومواقعها في أعماله عن نسبها وأحجامها الحقيقية في الواقع، لا لسبب إلا أن حضورها في لوحاته يُقاس بمقدار إحساسه الداخلي بها".
يعود عبد المنعم إلى عناصر الطبيعة، فيرسم السمكة والثعبان، حيث تدور معظم تفاصيل اللوحات في بيئة برمائية، تجمع بنيّ اليابسة القاسي وأزرق البحر اللامتناهي.
وفقاً لبيان المعرض فإن الفنان "يركّب هذه الرموز بعضها داخل بعض، أو فوق البعض فالفكرة عنده تَغلب الرؤية البصرية للواقع، والانفعال يُشكل منطقاً له مقدّماته المختلفة".