محمد خراطة... لاجىء سوري متفوّق في ألمانيا

08 يونيو 2018
تعرّض للاعتقال والتعذيب قبل اللجوء إلى ألمانيا (العربي الجديد)
+ الخط -

في بداية العام 2012، لم يكن الشاب محمد خراطة يتوقع ما ينتظره. ولم يتصوّر أن يصل إلى شواطئ أوروبا التي لم يفكّر يوماً حتى بزيارتها. هو ابن قرية بدا، الواقعة شمال مدينة دمشق، والتي تتبع إدارياً منطقة القلمون. في عام 2014، وصل إلى ألمانيا بعد مشوار طويل ومتعب.

اعتقل محمد لدى السلطات السورية في منتصف عام 2012. اقتيد من أمام باب كلية الهندسة المعلوماتية في دمشق إلى فرع الاستخبارات الجوية في مطار المزة، حيث بقي أكثر من ستة أشهر، وتعرض خلالها لكل أنواع التعذيب في الفرع الذي يصفه السوريون بـ"المرعب".

بعد نحو ثلاثة أشهر من خروجه من المعتقل، قرر مجبراً أن يغادر دمشق التي أحب وكانت وجهته مصر. يقول لـ"العربي الجديد": "وصلت إلى مدينة الإسكندرية بعد عناء. كان لي قريبان هناك لكنهما غادرا إلى تركيا بعد يومين من وصولي. بقيت هناك وحيداً من دون مهنة أحترفها". يتابع: "كانت لدي معرفة بالكمبيوتر والهواتف، وبحثت عن عمل في هذا المجال. عملت في أحد المحال لفترة من الزمن في مقابل بدل مادي لا يكاد يكفيني لشراء الطعام أو الشراب. بقيت في الإسكندرية عاماً وثلاثة أشهر، ثم قررت السفر إلى أوروبا".

وكما يقول المثل الرائج "الغريق يتعلق بقشة"، كان محمد غريقاً يبحث عن تلك القشة، فلجأ إلى المهربين عبر البحار. يوضح محمد: "وصلنا إلى سواحل صقلية الإيطالية بعد 24 يوماً من العناء والخوف قضيتها ومئات المهاجرين على متن مركب مهترئ في مياه البحر المتوسط. كنّا شباناً وأطفالاً ونساء داخل المركب. وكنا نتوقع الغرق والموت كل يوم، إلى أن وجدتنا إحدى السفن التجارية السنغافورية الضخمة، فأوصلتنا إلى صقلية". ومنها سافر إلى ألمانيا، حيث تقدم بطلب اللجوء.


قرّر محمد الاستفادة من الوقت وتعلّم اللغة الألمانية. أدرك أنها بوابته للاندماج في المجتمع الجديد، والعودة إلى مقاعد الدراسة. بعد جهد وتعب، تمّ قبوله في جامعة ميونيخ لدراسة الهندسة الكهربائية. وبقيت له سنة قبل التخرج، وقد حقق تفوقاً في جامعته، ما جعله متحدثاً رسمياً ومسؤولاً تنظيمياً عن وحدة السكن الجامعي حيث يقيم. كما أن عدداً من وسائل الإعلام الألمانية أجرت معه لقاءات كونه لاجئ شاب نجح بالاندماج في المجتمع. في الوقت الحالي، يعد برنامجاً اجتماعياً توعوياً يهدف إلى مكافحة التطرف. يقول محمد لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي، أسعى إلى محاربة التطرف بكل أشكاله، لأنه خطر على المجتمعات الإنسانية التي يفترض أن تجمعها المحبة".
المساهمون