محمد بكري رفض الفشل في الحياة

04 ابريل 2015
يهتم اليوم بكتابة القصص القصيرة (انتصار الدنان)
+ الخط -
لم يكن محمد أحمد بكري، وهو فلسطيني من قرية الزيب (قضاء عكا في فلسطين)، والمولود عام 1948 في بلدة قانا جنوب لبنان، يعاني من أي مشكلة صحية عند الولادة. حدث الأمر في وقت لاحق، حين كان ما زال طفلاً. يقول: "بعد مرور أربعة أشهر على خروج أهلي من فلسطين، وُلدت في بلدة قانا. في إحدى المرات، أخذتني والدتي معها إلى الفرن لشراء الخبز. مرضت بعد عودتي إلى البيت ولازمت الفراش نحو سبعة أيام، لدرجة أن أهلي ظنوا أنه لا أمل لي بالبقاء على قيد الحياة. تبين بعدها أن الحمّى أثّرت على أعصاب قدميّ، ولم أعد أستطيع الوقوف أو المشي عليهما".

في ذلك الوقت، كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تهتم بالأشخاص المعوقين. يقول: "أخذوني إلى مستشفى القرطباوي في بيروت، وخضعت لعلاج فيزيائي بشكل مكثف".

يضيف بكري الذي يعيش في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان): "بعدها عدت إلى المدرسة لمتابعة تعليمي. وكنت دائماً من الأوائل في الصف، ما شجعني على الاستمرار. كان والدي يقول لي: إن لم تتعلم ستقف على أبواب المساجد لتتسوّل".

يتابع أنه بعد إتمامه المرحلة المتوسطة، أرسلته "الأونروا" إلى مصر لتعلم مهنة والعلاج، فتعلم تصليح الأجهزة الكهربائية. إلا أنه لم يتفق مع الأستاذ ما دفعه للعودة إلى لبنان واجتياز مرحلة الشهادة المتوسطة (البروفيه)، من دون أن يوفق في الشهادة الثانوية. ثم التحق بمعهد "سبلين" لتعلم إدارة المكاتب. مع ذلك، لم يجد عملاً بسبب وضعه الصحي وجنسيته الفلسطينية وقانون العمل.

يتابع أنه حصل على شهادة الثانوية العامة من سورية، ثم التحق بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، لكن المشاكل الأمنية في بيروت منعته من متابعة دراسته. ثم وجد عملاً في السفارة الفنزويلية في ليبيا. وبقي في البلاد نحو ثمانية عشر عاماً قبل أن يعود إلى المخيم.

هناك، افتتح وأشقاءه سوبرماركت. يلفت بكري إلى أننا "عملنا على تقسيم المحال بعد نشوب خلافات بيننا". ويتابع: "تعرفت على جمعية تعنى بالأشخاص المعوقين داخل المخيم، وعملت معهم ونفذنا مشاريع عدة، قبل أن توقف مؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية التمويل، فأغلقنا الجمعية". اليوم يهتم بكتابة القصص القصيرة. يختم حديثه قائلاً إن إعاقته لم تعد تؤثر عليه على الإطلاق.