محمد اليوسف فتى فلسطيني لاجئ في لبنان يعيش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا (جنوب). الفتى الذي يبلغ 15 عاماً واحد من كثير من الفتية والأطفال الذين حرمتهم الحياة طفولتهم.
محمد لم يتابع تعليمه، ومنذ تركه المدرسة غادر كلّ أحلامه في مستقبل أفضل. يساعد مع شقيقه والدهما في تأمين مصروف البيت. لم يتعلم مصلحة بعد، وهو ما يجعله يشعر أنّ مستقبله قاتم.
يقول محمد: "تركت المدرسة قبل سنوات. والدي لم يتمكن من تعليمي، وكانت ظروفه المادية سيئة جداً وما زالت. دخلت إلى سوق العمل، فلم أجد أمامي إلاّ بيع عصير الليمون وزجاجات المياه في شارع دلاّعة في صيدا".
يعمل والده موظفاً في شركة، لكنّ راتبه لا يكفي لسدّ احتياجات العائلة. ليس الوحيد بين أشقائه الذي ترك المدرسة. معه شقيقه أيضاً الذي يعمل في مهنة ميكانيك السيارات، ليساعد أيضاً في تأمين مصروف البيت. كذلك، حُرمت شقيقتاه من التعليم لكنهما لا تعملان.
يقول: "صحيح أنّ التعليم في مدارس الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) مجاني، لكن نحن نحتاج إلى مصاريف عديدة منها شراء كتب وقرطاسية وملابس وغيرها. وهو ما لا يتمكن والدي من تأمينه. ولا أحد يقدم إلينا أيّ مساعدات، خصوصاً الأونروا والجمعيات والمؤسسات المعنية بشؤون الطفولة".
يتابع: "لم أعد أتمنى شيئاً في الحياة، ولم أعد أرغب في شيء، فمن غير الممكن تعويض كلّ ما ضاع مني من سنوات الدراسة والطفولة التي فقدتها وأنا أعمل في الشوارع. لم أكن كبقية الأطفال، فلا لعب، ولا درس، ولا أصدقاء. خسرت تلك الطفولة الجميلة التي كنت أتمناها. أشعر أنّي رجل ليس عليه إلاّ معرفة كيفية تأمين مصروف البيت".
يروي محمد يومياته: "أستيقظ باكراً لا لأتناول فطوري، وأحمل الكتب وأذهب إلى المدرسة، بل لأحمل زوّادة طعامي وأمضي متعباً إلى العمل. أقف طوال النهار خلف عربة العصير وأركض من سيارة إلى أخرى أبيعها، عدا عن تجولي بين أصحاب المحال والدكاكين والمارة".
من قلب حزين يقول محمد: "لا أطلب إلاّ شيئاً واحداً في هذه الحياة، وهو أن تتنبه المؤسسات التي تزعم أنّها تحمي الأطفال، وتؤمن لهم التعليم وغيره إلى العديد من الفتية مثلي الذين فقدوا طفولتهم بسبب سعيهم وراء العمل وتأمين الرزق".
يبدو مقتنعاً بوضعه ووضع شقيقه، لكن: "أتمنى لو تتمكن شقيقتاي من متابعة تعليمهما، فهما لن تتمكنا من خوض أي مهنة كما نفعل نحن".
اقــرأ أيضاً
محمد لم يتابع تعليمه، ومنذ تركه المدرسة غادر كلّ أحلامه في مستقبل أفضل. يساعد مع شقيقه والدهما في تأمين مصروف البيت. لم يتعلم مصلحة بعد، وهو ما يجعله يشعر أنّ مستقبله قاتم.
يقول محمد: "تركت المدرسة قبل سنوات. والدي لم يتمكن من تعليمي، وكانت ظروفه المادية سيئة جداً وما زالت. دخلت إلى سوق العمل، فلم أجد أمامي إلاّ بيع عصير الليمون وزجاجات المياه في شارع دلاّعة في صيدا".
يعمل والده موظفاً في شركة، لكنّ راتبه لا يكفي لسدّ احتياجات العائلة. ليس الوحيد بين أشقائه الذي ترك المدرسة. معه شقيقه أيضاً الذي يعمل في مهنة ميكانيك السيارات، ليساعد أيضاً في تأمين مصروف البيت. كذلك، حُرمت شقيقتاه من التعليم لكنهما لا تعملان.
يقول: "صحيح أنّ التعليم في مدارس الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) مجاني، لكن نحن نحتاج إلى مصاريف عديدة منها شراء كتب وقرطاسية وملابس وغيرها. وهو ما لا يتمكن والدي من تأمينه. ولا أحد يقدم إلينا أيّ مساعدات، خصوصاً الأونروا والجمعيات والمؤسسات المعنية بشؤون الطفولة".
يتابع: "لم أعد أتمنى شيئاً في الحياة، ولم أعد أرغب في شيء، فمن غير الممكن تعويض كلّ ما ضاع مني من سنوات الدراسة والطفولة التي فقدتها وأنا أعمل في الشوارع. لم أكن كبقية الأطفال، فلا لعب، ولا درس، ولا أصدقاء. خسرت تلك الطفولة الجميلة التي كنت أتمناها. أشعر أنّي رجل ليس عليه إلاّ معرفة كيفية تأمين مصروف البيت".
يروي محمد يومياته: "أستيقظ باكراً لا لأتناول فطوري، وأحمل الكتب وأذهب إلى المدرسة، بل لأحمل زوّادة طعامي وأمضي متعباً إلى العمل. أقف طوال النهار خلف عربة العصير وأركض من سيارة إلى أخرى أبيعها، عدا عن تجولي بين أصحاب المحال والدكاكين والمارة".
من قلب حزين يقول محمد: "لا أطلب إلاّ شيئاً واحداً في هذه الحياة، وهو أن تتنبه المؤسسات التي تزعم أنّها تحمي الأطفال، وتؤمن لهم التعليم وغيره إلى العديد من الفتية مثلي الذين فقدوا طفولتهم بسبب سعيهم وراء العمل وتأمين الرزق".
يبدو مقتنعاً بوضعه ووضع شقيقه، لكن: "أتمنى لو تتمكن شقيقتاي من متابعة تعليمهما، فهما لن تتمكنا من خوض أي مهنة كما نفعل نحن".