محمد النني..هل ينجح "صديق البطل" في حل معضلة آرسنال؟

30 ديسمبر 2015
+ الخط -

أجرى مسعود أوزيل حواراً رائعاً مع صحيفة التايمز، وتحدث بإيجاز شديد عن التغيرات الجديدة في طريقة لعب آرسنال، عندما قال بالنص، "هذا الموسم لا نلعب بنظام واحد، بل نستخدم مزيجاً من الأدوات أثناء الهجوم".

حديث أوزيل
مع صبغة واضحة من الاتجاه المباشر تجاه مرمى الخصوم، يفكر آرسنال في مباغتة البقية. بالطبع الاستحواذ على الكرة أمر رائع، لكن الأفضل استغلال الفراغات والهجوم في المساحات المتاحة داخل نصف ملعب المنافسين.

يصف مسعود استراتيجية المدفعجية في النصف الأول من الموسم الحالي، فالفريق يهاجم بطريقة متنوعة، ويحاول جرح خصومه في مناطقهم بأقصر الطرق المتاحة، لذلك يلعب معظم نجوم آرسنال في أماكن قريبة من المرمى، أوزيل بالثلث الهجومي، ولاعب آخر بقيمة أرون رامسي على الأجنحة أو على مقربة من المهاجم الرئيسي.

يتحرك أوزيل في المكان الفارغ بين 5 مدافعين تقريبا، يطلب للكرة ويحصل عليها، ليقوم بفتح زوايا التمرير مع زيادة مناطق التسديد، كذلك الويلزي رامسي الذي ترك مكانه بالارتكاز، ليتحول إلى لاعب هجومي حر في العمق وعلى الأطراف. أمام سيتي، سجل الفريق هدفه الأول رغم ضغط الضيوف، لأن فينجر أصبح يتعامل أفضل ضد هجمات الفريق الآخر، ويصل لاعبوه إلى الشباك بأقل عدد ممكن من التمريرات.

منطقة الارتكاز
طوّر كوكلين كثيرا من قدرات وسط آرسنال، لاعب قوي في افتكاك الكرات، ومن أفضل الصاعدين في العرقلة والواجبات الدفاعية، صحيح أنه ليس ممررا عبقريا أو ماكرا، لكنه لا يستلم الكرة باستمرار، لأن طريقة لعب فريقه التي تعتمد على تحركاته من أجل فتح الفراغ أمام أوزيل والبقية للحصول على التمريرات العمودية القادمة من الخلف، وخلال بداية هذا الموسم، تطور فرانسيس كثيرا في علمية التمرير، لكن إصابته ضربت فينجر في مقتل.

يعاني آرسنال بشدة من عملية بناء الهجمة من الخلف إلى الأمام، بكل تأكيد أوزيل ورامسي ثنائي قادر على ضرب الفراغ، لكن تكمن المشكلة في عدم وصول كرات عديدة لهم في بعض المباريات، خصوصا أمام الفرق التي تجيد الضغط العالي وتمنع كل الطرق عبر دائرة المنتصف، والبديل فلاميني غير قادر على التطور، وحتى في وجود سانتي كازورلا، يجب أن يلعب بجواره ارتكاز آخر ذو صبغة دفاعية.

ونتيجة كل هذه المعاناة، اتجه أرسنال أخيرا إلى عملية البحث عن لاعب جديد، وكل الأخبار تؤكد وجود مفاوضات مع هذا الثنائي، غريغورز كريشوياك من إشبيلية، والمصري محمد النني لاعب بازل السويسري، في إطار اختيار أحدهما لارتداء قمصان النادي اللندني في يناير/ كانون الثاني 2016.

المصري الهادئ
من قلب الجبل الأخضر "معقل فريق المقاولين العرب" إلى بازل السويسري، يسير النني بخطى ثابتة نحو النجومية، لكنه لاعب هادئ في كل شيء، صاحب شخصية عادية للغاية، ولا يفكر أبدا في الشهرة أو النجومية، إنه لاعب يرضى بدور صديق البطل، ويوافق على المشاركة في صمت، رغم أنه يقدم أداء مبهرا في سويسرا خلال الموسم الكروي الحالي.

وبالعودة إلى أرقام النني هذا الموسم في الدوري الأوروبي من عمل فريق "سكواوكا" للإحصاءات، شارك المصري في خمس مباريات مع بازل، وامتاز بقوته في العرقلة المشروعة، من خلال 9 محاولات صحيحة، مع اعتماده على اللعب النظيف بعدم ارتكاب مخالفات عديدة، فقط 11 مخالفة ضده، بالإضافة إلى 10 افتكاكات سليمة للكرات، مع إجادة واضحة للكرات الهوائية.

ويمرر النني بطريقة سليمة في أغلب الأوقات، وبالتالي آرسنال أمام لاعب ارتكاز جيد إلى مميز في التقييم العام، وبالتالي يستطيع اللاعب تعويض غياب فرانسيس كوكلين في العمق، في ما يخص الشق الدفاعي أمام رباعي الدفاع، بالإضافة إلى قدرته على مشاركة نفس اللاعب خانة ثنائية المحور، في طريقة 4-2-3-1، يتحرك كوكلين باستمرار أمام دائرة المنتصف، بينما يعود النني إلى الخلف بضع خطوات، من أجل الحصول على الكرات وتمريرها إلى لاعبي الهجوم.

مسألة اختيارات
هناك جانب آخر في صفقة النني، شخصية اللاعب ليست بالكبيرة في المجمل، ومن الناحية التكتيكية، لا يختلف كثيرا عن كوكلين والبقية، لذلك هو ليس من نوعية النجوم التي تصنع الفارق منذ الوهلة الأولى، سيؤدي الغرض الأساسي من قدومه، وسيزيد من عمق تشكيلة أرسنال، نقطة الضعف التي يعاني منها فينجر في نهاية الموسم، مع كثرة الإصابات والغيابات، لكن بالنسبة لفريق يبحث عن البطولة، تتضاعف الشكوك تجاه وسط بازل.

ينتهج آرسنال في السنوات الأخيرة سياسة مالية صارمة، أوزيل ثم سانشيز ثنائي أقرب إلى الاستثناء، لكن معظم الصفقات الأخرى لم تتم بسعر مرتفع، ويبدو أن صفقة النني في الطريق، لأن مطالب بازل المالية ستقل عما يطلبه إشبيلية في البولندي كريشوياك، اللاعب الأكثر خبرة وأقوى بدنيا وهجوميا من منافسه.

تجربة صلاح مع تشيلسي ليست بالبعيدة، لكن الضغوطات في ستامفورد بريدج أعمق، لأن الفريق الأزرق يضم نجوما أكثر، لكن في آرسنال أمام النني فرصة أكبر للتعلم والتكيف، ومن الممكن أن تكون له بصمة مستقبلية في ملعب الإمارات، لكن السؤال الأهم بلا إجابة حتى الآن، هل سيضع فينجر يده على البريميرليغ بعد غياب طويل بهذه الصفقات؟ الإجابة نهاية الموسم..

المساهمون